في ذكرى التحرير… عهدنا للمسيمير باقٍ كما كان في يوم المعركة

كتب/ عبدالفتاح جمال الحوشبي
في مثل هذا اليوم من كل عام، نستحضر بفخر وعزة الذكرى الخالدة لتحرير مديرية المسيمير من الاحتلال الحوثي العفاشي، ذلك اليوم الذي دوّنه التاريخ في صفحات الجنوب الناصعة، حين انتفضت هذه المديرية برجالها، ووقفت في وجه آلة البطش والتنكيل، لتقول كلمتها بقوة: “لن يُداس ترابنا ونحن أحياء.”
لقد خاض أبناء الحواشب واحدة من أنبل معارك الكرامة والسيادة، يوم قرروا، رغم الحصار وقلة الإمكانيات، أن لا يتركوا أرضهم تحت الاحتلال ولو للحظة واحدة. كانت المسيمير آنذاك محاصرة، مُقطّعة الأوصال، لا دعم ولا إسناد، ومع ذلك لم تستسلم. قاوم الناس بما توفر، من بنادق شخصية، وإرادة لا تُكسر.
لقد شارك في هذه المعركة المجيدة رجال أوفياء من عمق هذه الأرض، سقط منهم الشهداء وارتفعت رايات المجد على كل بيت، لكن من الواجب أن نُسجّل للتاريخ، وبكل أمانة، أن القائد عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، لم يكن غائبًا عن هذا المشهد، بل حضر إلى الجبهة بشخصه، وقاد عمليات الإسناد والتخطيط، ووقف إلى جانب المقاومة في أحلك المراحل، وكان حضوره علامة فارقة ومصدر ثقة كبيرة في قلوب المقاتلين وأهالي المديرية.
لقد كانت مشاركة القائد الزبيدي في معركة تحرير المسيمير رسالة عسكرية وسياسية واضحة، أن القيادة الحقيقية لا تعرف المقاعد الخلفية، وأن معارك الجنوب لا تُدار من خلف الشاشات، بل من قلب المتارس.
واليوم، ونحن نستعيد ذكرى 11 يونيو 2015، لا نفعل ذلك من باب التأريخ فقط، بل من باب التأكيد على الوفاء. الوفاء للشهداء الذين سقطوا، للأمهات اللواتي قدمن فلذات أكبادهن بصبرٍ مهيب، وللمقاتلين الذين رابطوا في الجبال والسهول حتى طهّروا المديرية من الغزاة.
كما أننا نؤكد من موقعنا، كسلطة محلية في المسيمير، بأن هذه الذكرى لن تكون مجرد مناسبة عابرة، بل محطة سنوية نُجدّد فيها عهدنا بالثبات، ونُعيد فيها التذكير بتضحيات شعبنا، ونُطالب فيها بحقوق هذه المديرية التي قدمت الكثير، ولا تزال تنتظر الكثير في المقابل.
ندعو الحكومة والجهات المسؤولة إلى الالتفات الجاد لمديرية المسيمير تنمويًا وخدميًا، وندعو أبناءها لمزيد من الوعي والتماسك، لأن حماية المكتسبات لا تقل أهمية عن تحقيقها.
وفي الختام، نُحيي أرواح شهدائنا الأبرار، ونوجه التحية لكل من ساهم في صناعة هذا اليوم العظيم، وفي مقدمتهم القائد عيدروس الزبيدي، الذي ما زال يفي بقسمه، ويقود مشروعنا الوطني في أصعب الظروف.
المجد للمقاومة… المجد للمسيمير… والرحمة والخلود لشهداء الجنوب.








