تحصين الجنوب من المشاريع المشبوهة ، معركتنا الكبرى

كتب / علي الحاشي

أخي الجنوبي في خضم تزاحم الحروب المتنوعة وتخادم المشاريع المشبوهة التي تستهدف الجنوب وهويته الوطنية، هناك حقائق، لا تقبل المهادنة ولاتحتمل التسويف والمكابرة ..
إدراكها حصانة ، وصرف الانظار عنها خيانة ، فلا تجعل من خلافك مع الانتقالي مبررا لتجاهلها ، ولا من مزاعم محاربتك للفساد ورفضك الاقصاء والتهميش ذريعة لصرف الانظار عنها .

فجميعنا في الجنوب في مركب واحد، نشق طريقنا في ظلمات بحر لُجَّيِّ، (امواجه عاتية)، تجاهل هذه الحقائق سيغرقنا جميعا، وادراكها سيرشدنا الى سبل النجاة، والوصول بسلام الى بر الامان.

1- الحقيقة الأولى:
لا يوجد اليوم في الشمال مشروع سياسي مستقل،
فالاحزاب والقوى السياسية والدينية وحتى القبلية هناك، أنتهت في مطالبها بعد 9سنوات من الابتزاز والاستنزاف، والافقار والحصار الموجه حصريا لانهاك الجنوب ، الى الدعوة الى شراكة صورية مع الحوثي، والانضواء تحت مظلته ومشروعه، الذي هو في الاصل مشروع غير مستقل، وجزء من مشروع إيران في المنطقة
رفضه الجنوبيون جميعا بمختلف مكوناتهم وتوجهاتهم منذ اليوم الاول لظهور هذه الجماعة في 2004، واكدوا رفضهم المطلق له للمرة الثانية بحرب ضروس ماتزال جبهاتها مستعرة على طول خط الحدود الفاصل بين الدولتين حد اللحظة

2- الحقيقة الثانية:
إن الاحزاب الإخوانية والتفريخات الإرهابية التي تراهن عليها قوى الدولة العميقة في الشمال للعمل في الجنوب لتعطيل قطار المشروع الجنوبي المتمثل باستعادة الدولة الجنوبية والحفاظ على ماتسمى زورا وحدة ، هي الأخرى مشاريع غير مستقلة وجزء من مشروع تنظيم دولي متماهي ومتخادم مع مشروع إيران في اليمن والمنطقة ولاتستطيع الخروج عنه قيد أنملة .

حقيقة يدركها اليوم كل جنوبي بعد أن كشفتها وأكدتها 9 سنوات من التخادم والدوران المكوكي لهذه الاحزاب في فلك المشروع الحوثيراني اسقط عنها كل الاقنعة واظهر قبحها ونفاقها وكشف تلونها وخداعها ، وافقدها حضورها وتأثيرها في الجنوب ، فغدت رهانا خاسرا .

3- الحقيقة الثالثة
إن المشروع الاخواني ، الذي امتطى ظهره ملالي إيران للسيطرة على العراق وسوريا ولبنان ، هو نفسه المشروع الاخواني الذي امتطى ظهره الحوثي وملالي إيران للتسلل الى صنعاء والسيطرة على شمال اليمن ، وهو نفسه المشروع المرسوم له أن يمتطي ظهره الحوثي وملالي إيران للعودة الى عدن والسيطرة على الجنوب .
مشروع تتكشف خيوطه كل يوم في محاولات حزب الاصلاح الاخواني المستميتة لتجزئة الجنوب وإضعافه بمجالس ضرار مناطقية وتفريخات إرهابية ، وازمات وحصار، ودعوات ملغومة ظاهرها توحيد الجبهة وتجواز الخلاف باسم غزة وفلسطين وباطنها تسليم الجنوب للحوثي وإيران .

حقائق متى أدركناها، أدركنا أن استعادة الدولة الجنوبية لم يعد خيارا بل ضرورة دينية ووطنية، وأدركنا معها أن محاربة الفساد والتهميش والاقصاء، وانتقاد الاخطاء ليست مبررا كافيا، ولا مبررا مقبولا، للتخلي عن الثوابت الوطنية والدينية والتحول الى مطايا يركبها الحوثي والاخوان لتمرير مشاريع إيران النتنة في الجنوب والعودة به الى باب اليمن

فكفاية وساخة واستعباط فالرائحة تزكم الأنوف

وكفاية مكابرة، واستخفاف بالتضحيات الجنوبية

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى