تراجع واضح في دعم قضايا المناخ لدى المساهمين بالشركات الأمريكية

أبين ميديا /متابعات

للمرة الأولى منذ ست سنوات، لم ينجح أي مقترح بيئي في الحصول على موافقة المساهمين خلال موسم التفويضات هذا العام، في مؤشر جديد على تراجع واضح لدعم المستثمرين لأجندة المناخ في الولايات المتحدة.

فقد سقطت جميع القرارات ذات الطابع البيئي بين شركات مؤشر راسل 3000 الواسع للأسهم الأمريكية، مع اختتام معظم الشركات اجتماعاتها السنوية، وذلك وفق تقرير صادر عن «كونفرنس بورد/إي إس جي»، تم مشاركته حصرياً مع صحيفة فاينانشال تايمز.

وكان عدد المقترحات البيئية التي نالت تأييد المساهمين قد بلغ ذروته عند 14 مقترحاً في عام 2022، خلال أوج الاهتمام بقضايا الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، لكن الأعداد انخفضت بشكل حاد لتصل إلى مقترحين فقط في عام 2024، ثم إلى صفر في عام 2025. كما تراجع عدد المقترحات البيئية المقدمة هذا العام إلى 110 مقابل 149 في العام السابق. وانخفض متوسط دعم المستثمرين لهذه الإجراءات إلى 10% فقط هذا العام، مقارنة بـ18% في 2024.

وقالت أريان ماركيز مورين، الباحثة الأولى في مركز الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات لدى «كونفرنس بورد»: «الجميع أصبح أكثر حذراً وتجنباً للمخاطر». وأضافت أن الشركات والمساهمين والمستثمرين يفكرون الآن بعناية أكبر فيما يعد «الأكثر جوهرية الأكثر أهمية» لمطالبهم والإفصاحات المتعلقة بها.

ولم تحظ المقترحات البيئية والاجتماعية بدعم قوي من المستثمرين حتى عام 2021، حين بلغت مستويات قياسية، لكن منذ ذلك الحين بات هذا الدعم يشهد تراجعاً مستمراً. وقد شنّت إدارة دونالد ترامب حرباً ضد معايير وإجراءات التنوع والمساواة والشمول، مما أدى إلى انخفاض الدعم لمقترحات إدارة رأس المال البشري، الذي يشمل المبادرات الاجتماعية للشركات، إلى 9%، مقارنة بـ15% في العام السابق.

وقال دوغلاس تشيا، رئيس شركة الاستشارات ساوندبورد جوفرنانس: «المقترحات التي يقدمها المساهمون ومستوى الدعم لها يتحرك دائماً بما يتماشى مع المشاعر الاجتماعية والسياسية العامة».

وقد تراجع دعم المستثمرين للمقترحات البيئية مع مهاجمة الجمهوريين، وأحياناً معاقبتهم، للجهود الرامية إلى معالجة مخاطر المناخ. وفي الوقت نفسه، ساعد تحسن الإفصاح المؤسسي عن مؤشرات متعلقة بالمناخ على تهدئة بعض المخاوف لدى المستثمرين بشأن ما إذا كانت الشركات تدير المخاطر المالية بشكل كافٍ.

وقالت نيمريت كانغ، مديرة الاستثمار في نورث ستار لإدارة الأصول: «الدعم أقل هذا العام لأن الناس لا يريدون الإعلان عن دعمهم أو جذب أي نوع من الانتباه لأنفسهم أو للشركات». وأضافت: «الناس يخشون المجازفة والمخاطرة».

وقد تعرّضت كبرى شركات إدارة الأصول، مثل ستيت ستريت وبلاك روك وفانغارد، لضغوط من أجل التخلي عن أهدافها المرتبطة بالحوكمة البيئية والاجتماعية، كما رفعت ولاية تكساس وعشر ولايات أخرى يقودها الجمهوريون دعاوى قضائية ضدها بسبب التزاماتها المتعلقة بالوصول إلى صافي انبعاثات كربونية صفرية.

ولذلك، انسحبت شركتا بلاك روك وفانغارد من مبادرة مديري الأصول بصافي صفري، وهي مجموعة عالمية طوعية تصف نفسها بأنها ملتزمة بتحقيق هدف صافي صفري لانبعاثات غازات الدفيئة بحلول عام 2050 أو قبل ذلك.

وخلال العام الماضي، رفعت شركة إكسون موبيل دعوى قضائية ضد مجموعتي المساهمين الناشطين «فولو ذيس» و«أرجونا كابيتال» لمنع طرح قرار متعلق بالمناخ للتصويت في اجتماعها السنوي للمستثمرين. ونتيجة لذلك، لم تتقدم المجموعتان بأي مقترح بيئي هذا العام، وفقاً لبيانات صادرة عن مجلس المؤتمر.

في الوقت ذاته، واجه أكبر مستشارَين في مجال التصويت بالوكالة، وهما جلاس لويس وخدمات المساهمين المؤسسيين (آي إس إس)، انتقادات شديدة من قادة جمهوريين اتهموهما بتقديم توصيات «مدفوعة أيديولوجياً». وقد أقام كلا المستشارَين دعوى قضائية ضد ولاية تكساس بعد أن أقرت قانوناً يقيّد نطاق التوصيات التي يمكنهما تقديمها للمساهمين.

وبحسب بيانات من جاسبر ستريت، لم تدعم «آي إس إس» أي مقترحات بيئية هذا العام. وقال مارك ليندسي، الشريك الإداري في جاسبر ستريت: «كل مقترح بيئي تم تمريره في السابق كان يحظى بدعم آي إس إس، لكن هذا العام لم يحصل أي مقترح على دعمها».

من جانبها، أوضحت كيرستن سبالدينغ، نائبة رئيس شبكة المستثمرين، أن النشاط المناخي للمساهمين بدأ يتحوّل في طبيعته. وقالت «سنشهد عملاً أقل تصادمية في عملية تقديم المقترحات، ومزيداً من العمل التعاوني». وأضافت أن المستثمرين أصبحوا أكثر تدقيقاً في تحديد متى يتعين عليهم طرح قرار أو التصويت عليه أو اعتماد استراتيجيات أخرى.

وقال يوناس كرون، المسؤول في تريليوم لإدارة الأصول، إن المستثمرين يركزون بصورة أكبر على الحوار: «المقترحات التي يقدمها المساهمون ستظل تلعب دوراً مهماً، لكنها لن تكون الوسيلة المهيمنة لانخراط المستثمرين مع الشركات».

ومع ذلك، أكد مؤيدو الأهداف المناخية أنهم غير محبطين من انخفاض نسب التصويت. وقالت نيمريت كانغ، مديرة الاستثمار في نورث ستار لإدارة الأصول: «هذا مجرد توقف مؤقت وليس تراجعاً». وأضافت: «سيستغرق الأمر بضع سنوات ليتضح المشهد، فيما يحاول المستثمرون من مختلف الأطراف تحديد أفضل السبل للتعاون مع الشركات

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى