اليوم الأسود في ذاكرة شعب الجنوب

أبين ميديا //عنتر الشعيبي

في السابع والعشرين من أبريل/ نيسان عام 1994م ، تم إعلان الحرب على دولة الجنوب ” جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية “ من قبل نظام ”الجمهورية العربية اليمنية“ ،الذي أطلقه الهالك علي عبد الله صالح خلال خطابه في ميدان السبعين بصنعاء والدخول باول فصل من فصول المؤامرة و اجتياح دولة الجنوب.

ومنذ ذلك التاريخ اصبح معروفًا عند شعب الجنوب باسم “اليوم الأسود” مذكرا إياهم بإعلان الحرب على دولة الجنوب الذي أعلنه الهالك علي عبدالله صالح من ميدان السبعين وشنت الحرب على الجنوب وشعبه وقواته المسلحة معززة بفتوى تكفيرية من قبل علماء ومشايخ الشمال التي حللت دماء الجنوبيين و تبيح قتلهم واجتياح ارضهم تحت مسمى محاربة الشيوعيين وحشدو المغرر بهم من عناصر القاعدة والافغان العرب للقتال إلى جانب جيش الجمهورية العربية اليمنية اثناء الحرب على الجنوب في صيف عام 1994م

*تهيئة نظام صنعاء للحرب ضد الجنوب*

الحرب الظالمة الذي اعلنها الهالك عفاش ومليشيات الإخوان الإرهابية في 27 ابريل بعد ان نقضوا وثيقة العهد والاتفاق والانقلاب عليها عقب التوقيع عليها في المملكة الاردنية الهاشمية بين الرئيس علي سالم البيض والهالك عفاش ، الذي امر حينها قوات الجمهورية العربية اليمنية معززة بمليشيات الإخوان والمتطرفين الافغان من تنظيم القاعدة بالهجوم على القوات المسلحة الجنوبية في محافظات عمران وذمار وإب اليمنية.

وكان علي عفاش قد شكل تحالف ” سياسي ديني قبلي ” ولجان الدفاع عن الوحدة واطلق عليه ” تحالف 94 ” المكون من ” حزب المؤتمر الشعبي العام وحزب التجمع اليمني للاصلاح ورجال القبائل وتنظيم القاعدة ،وكلف الهالك علي عفاش قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح ( جماعة الإخوان فرع اليمن) باتخاذ الدين مسارا للحشد والتهيئة والتعبئة الدينية لتلك الحرب والقاء المحاضرات داخل معسكرات الشمال ، وطاف القيادي في جماعة الإخوان الهالك ” عبدالمجيد الزنداني ” ومعه علي محسن الأحمر داخل المعسكرات مطلقاً للجنود فتاوى دينية بمحاربة الجنوبيين ووصفهم بـ” الكفار والملحدين ” بالإضافة إلى معسكرات احتضنت الإرهابيين او ما كان يطلق عليهم حينها ” مجاهدين افغان العرب “واتخذوا من الدين سلماً لتحقيق رغباتهم ومؤامراتهم الممنهجة في اجتياح الجنوب معتبرين ذلك يعد نصراً للاسلام وفتح بلاد كافرة.

وبعد قيام قوات وعصابات ومليشيات (ج-ع-ي) بمهاجمة الألوية الجنوبية بمحافظات الشمال وتصفية قيادتها العسكرية وحملة الإغتيالات التي طالت القيادات الجنوبية في صنعاء ومع استمرارية الحرب على الجنوب وقواته المسلحة اعلن الرئيس علي سالم البيض في خطاب تاريخي فك الإرتباط في تاريخ 21 مايو 1994م بين الدولتين، ”جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية“ و”الجمهورية العربية اليمنية“، واعلان عودة دولة الجنوب.

وفي 1994/7/7م تم إحتلال ارض الجنوب وتدمير كل مؤسسات الدولة الجنوبية ونهب الممتلكات العامة والخاصة والبسط على الأراضي والثروات الحنوبية وتحويلها الى املاك خاص لقوى النفوذ والهيمنة من مشايخ وعصابات الإحتلال اليمني (ج-ع-ي) وظل شعب الجنوب ارض وهوية وتاريخ تحت هيمنة اسوأ إحتلال على وجه الأرض.

وعقب فترة احتلال الجنوب في 94 وتقاسم الارض والثروة في الجنوب بين رموز نظام الإحتلال اليمني التي عملت على طمس كل ما في الجنوب من مؤسسات ومكتسبات، وتدمير الجنوب أرضاً وانساناً واحالة مئات الآلاف من أبناء الجنوب الى التقاعد القسري في أسوأ قرار لم يرتكبه حتى أكبر المجرمين في تأريخ العالم.

فدمر نظام صنعاء وتحالفه الديني والقبلي والتنظيمات الإرهابية كل ما يتعلق بمؤسسات دولة الجنوب وحرم مئات الاسر من حقها في الحصول على مرتباتها، وتسريح الموظفين والقيادات العسكرية إلى البيوت وممارسة تصفية واغتيال الكوادر الجنوبية مرتكبا بذلك ابشع الممارسات والجرائم الممنهجة التي لازالت حاضرة ولم ينساها شعب الجنوب وكل تلك الجرائم لن تسقط بالتقادم.

“30 عاما” من إعلان تحالف 94 الحرب على الجنوب تخللها أبشع صنوف القتل والسلب و النهب و التهميش لأبناء الجنوب وتدمير كل ما هو جميل في الجنوب.

لن ينسى شعبنا الجنوبي هذا اليوم الأسود البغيض ولن يكل او يمل او يتراجع عن حقه في إستعادة دولته المستقلة التي ضحى لأجلها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى