كيف جاءت خدمتي الوطنية العسكرية ( الجزء ) الثاني

كتب ـ بدر حمود محمد

كانت صدمتي كبيرة بعد خروجي من عند مدير إدارة التدريب في وزارة الدفاع أحمد أبوبكر ،،،،،،

ولكني تماسكت وسلمت أمري لله وأستطعت تجاوز الصدمة،،،،

وقلت يجب أن أواجه الواقع بعد الٱن ولا أفكر بما جرى معي من تعسف وظلم مما قد يسبب لي الإحباط !!!!!!!

لذلك ،،،،،، أهتميت بالتدريب وبعلاقاتي بزملائي والتعامل الجيد مع قيادة السرية والكتيبة في معسكر العند التدريبي ،،،،،

وكنت أنفذ الأوامر العسكرية بحرص شديد مما جعلني مميزا بشهادة قادتي وزملائي ونفعتني جدا لياقتي البدنية التي أكتسبتها من الرياضة ،،،،،،،،،

ثم جاءت كشوفات بتوزيع الدفعة حقنا ،،،،،،البعض ذهبوا به إلى شبوة والٱخرين للمدفعية في معسكر سبأ وجزء من هذه الدفعة وزعوه على معسكر الجلاء للصواريخ ( خاصة الذين لديهم شهادات وأكملوا الثانوية العامة وكنت واحد من هذا الجزء ،،،،،،،

يعني بقيت في محافظة عدن لكن في ٱخرها وبين الجبال في البريقة ولا توجد وسيلة مواصلات عامة توصلك إلى معسكر سبأ للمدفعية أو إلى خلف معسكر سبأ حيث يتواجد معسكر الجلاء للصواريخ الذي أنتسبت إليه ههههههههههههههههه

إذا جاء شخص أو جندي أو مجند من مدينة صلاح الدين يريد الوصول لمعسكر الجلاء أو سبأ فالطريق طويلة أطول من الطريق إلى المعسكرين سبأ والجلاء من البريقة،،،،،، كما إنها أيضا ليست قريبة أيضا هي الأخرى،،،،،

ولا توجد في الطريق إلى المعسكرين من البريقة غير الجبال على اليسار وماء البحر الضحل على اليمين وتوجد طريق للسيارات فقط ما بين الجبال والبحر الضحل تستعملها سيارات الجيش وألياتها فقط،،،،،،،، فلا توجد مباني مطلقا ولا حتى عشش ولا مظاهر حياة إلا فقط تعيش فيها الكلاب والغربان و يوجد البحر الضحل أيضا ولا يوجد فيه أي قارب صغير أو كبير ولا توجد أي وسيلة من وسائل المواصلات نهائيا إلى المعسكرين فهي منطقة عسكرية پإمتياز ،،،،،،،

وكان هذا الطريق ملتويا ومنعطفا في عدة أماكن ولكنه مستويا و ترابيا وجزء صغير منه مسفلت فقط وطوله أقل من نصف كيلو ( مسفلتا بالدامر) إلى داخل معسكر سبأ ومن سبأ أيضا مسفلت بالدامر إلى معسكر الجلاء ومعسكري الجلاء وسبأ كلاهما مرصوفان بالدامر من الداخل ،،،،،،

وكان طول هذا الطريق من البريقة إلى المعسكرين حوالي ٤ أو ٥ كيلو من البريقة

وبعد أن تم توزيعنا ،،،،،جاء اللقاء الأول مع قادة معسكر الجلاء في أحد البراقات ((علمنا فيما بعد إنه مطعم الجنود ))

وكان مدير شؤون التدريب والضابط الإداري ومساعديهم الذين يحملون كشفا بأسمائنا جميعهم واقفين أمامنا ونحن جلوس وبدأوا بتوزيع القوة ،،،،،

وكانت كالتالي وبالأسئلة :—–

من منكم يعرف يطبخ يرفع يده ،،،،فرفع البعض أيديهم وسجلوهم بعد سؤالهم عن أسمائهم،,,,,

من منكم يعرف يعجن ويصنع الخبز ،،،،،رفع البعض يده وسجلوا أسمائهم ،،،،

من منكم يعرف الطباعة على الٱله الكاتبة ،،،،رفعت يدي ومعي إثنين رفعا أيديهما ،،،،، وسجلوا أسمائنا

وهكذا حدث الأمر إلى أن أنتهوا من توزيع المهام وتسجيل الأسماء ،،،،،،

أما البقية فدخلوا دورة تدريبية تعليمية عن الصواريخ وصيانتها !!!!!!

وذهبنا بعد ذلك إلى براقنا الذي فيه الأسرة وكل واحد أختار له سرير وكان أحد المساعدين للضابط الإداري يشرف على أن يحصل كل واحد منا على سرير وفرش إلى ٱخره من المعدات

ثم جاءت اللحظة الحاسمة ،،،،،!!!!!!!

كان البعض يفكر إنه سيهرب من المهام العسكرية بالشعبطة بأي مهمة،،،،،،

لذلك واحد رفع يده إنه طباخ والثاني إنه عجان ويستطيع صنع الخبز فجاء خبر إختبارنا كالصاعقة وفشل عدد منهم وأعادوا توزيعهم مع الدارسين ؟؟؟!!!!! هههههههه

أما الثلاثة الذين أنا واحد منهم فكان إختبارنا بمكتب الضابط الإداري ،،،،،،!!!!!

فأنا أعرف الطباعة ولكني بطئ فقلت يمكن الإثنين الٱخرين يكونا لا يعرفان الطباعة وسينكشف الأمر خلال دقائق ،،،،،،

فطلب مساعد الضابط الإداري الذي كان برتبة رقيب أن يتقدم أحدنا ويطبع كلام من ورقة أعدها الرقيب !!!!!!

فتقدم الأول وكان يطبع بركاكة ويبحث عن حروف المطبعة ففرحت وقلت أنا أفضل منه!!!!!! ،،،،،،

((( وقد قال لنا هذا الرقيب قبل أن يبدأ الإختبار إنه سيختار واحد من الثلاثة على أن يكون الأحسن بينكم وبعدالة والإثنين الٱخرين سيذهبون للتدريب والتأهيل على الصواريخ))) ،،،،،،،!!!!!!!

وأنا تقدمت وطبعت وكنت أفضل من صاحبي الأول بشهادة الرقيب نفسه!!!!! ،،،،،،

ثم جاء دور الثالث ،،،،،،وكان شخص ضخم الجثة و سمين إسمه محمد علي الصياد من كريتر ويعمل في مؤسسة الكهرباء و بعد ذلك تعارفنا وتصادقنا بشكل حميم لإنه يحمل أطيب قلب !!!!!

بمجرد أن جلس أمام الٱله الكاتبة وضبطها وأدخل الورقة فيها عرفت إن الرجل محترف ومتمكن !!!!!

فقد قام بطباعة الورقة بطريقة اللمس حيث كان ينظر للورقة المكتوبة والمراد طبعها ويطبع بسرعة رهيبة دون أن ينظر إلى حروف الٱله !!!!!!!! ،،،،،

وأتضح فيما بعد إنه يعمل بعد الظهر في مكتب لتدريب الطباعة أي مدرب طباعة ،،،،،،،

يا له من بارع رحمة ربنا تغشاه ويسكنه الجنة فقد توفى بعد سنين من تخرجنا من التجنيد ،؟؟؟؟!!!!!؟

وكنا خلال تواجدنا للإختبار نتحدث ونمزح مع الرقيب ڤأرتاح لي وقال لصاحبنا الثالث تعرف طيب تنسخ على ٱلة الإستانسل لإننا نصدر أحيانا توجيهات ونرفع تقارير ،،،،قال صاحبنا لا أعرف،،،،، وألتفت نحوي وقال نفس الكلام فقلت له نعم أعرف وأخذني لٱلة النسخ والسحب وأعطاني واحد إستانسل وقال ركبه ،،،،

فركبته بكل سهولة لإنني كنت أعمل على مثل هذه الٱلة في مبنى النقابات أثناء إجازتي من المدرسة فتذكرت كل خطوة ويوجد زرار للضغط عليه لتفرز الماكينة المداد وأعرف أين يسكبوا فيها المداد وكيفية السحب،،،،،،،إلخ

فقال خلاص أنتما الإثنان مطلوبان ستعملان معي في مكتب الضابط الإداري هذا

واحد للطباعة على الٱله الكاتبة والثاني على ٱلة النسخ الإستانسل ،،،،،

والثالث ذهب به ليلتحق بصف الدارسين لإن كل الدفعة لديهم ثانوية عامة ,,,,,,

وكنت محظوظا جدا إن قائد لواء الصواريخ وإسمه أحمد الكيله وهو من سكان البريقة محبا للرياضة وأركان اللواء علي محسن رجل أكاديمي خريج روسيا ،،،،، وضابطنا الإداري الملازم رجل طيب ومحترم ونشيط حضرمي إسمه نجيب العطاس والرقيب مساعده إسمه أحمد مضوج من موديه وهو الٱخر لطيف وطيب ومتعاون جدا ،،،،،،،ومن تلك اللحظة عملت في إطار القيادة للواء الصواريخ ,,,,,,,!!!؟!!!

أعذروني تعبت من الكتابة

سأواصل معكم بإذن الله لٱحقا

تحياتي

أخوكم / بدر حمود محمد

السبت الأول من فبراير ٢٠٢٥ م
الموافق ٢ شعبان ١٤٤٦ ه