“اعتصم” خيمة عنصري..!

كتب: خالد شوبه
حين تصبح المطالبة بالحقوق جرماً، وحين يفسر التمسك بالهوية على أنه تعصب، ندرك حينها أن الموازين قد اختلت لدى البعض.
ما يشهده الجنوب اليوم من حراك سلمي وما يُنصب من خيام للاعتصام في العاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب، ليس مجرد أوتاد في الأرض، بل هو تجذير لقضية شعب قرر ألا يعود إلى الوراء..!
إن من يعيب على أبناء الجنوب اليوم نضالهم أو يستكثر عليهم حلمهم المشروع في استعادة دولتهم #دولة_الجنوب_العربي، هو واحد من اثنين: إما مستبد وظالم يقتات على سلب حقوق الآخرين ويرى في تحررهم تهديداً لمصالحه غير المشروعة، أو فاقد للأهلية يعيش في حالة إنكار سياسي ولا يملك القدرة على التمييز بين الحق في تقرير المصير، وبين الباطل في فرض الوحدة بالقوة.
إن الصمود الأسطوري والتضحيات الجسيمة التي قدمها شعب الجنوب ومازال يقدمها، لم تكن من أجل تحسين شروط العيش تحت مظلة التبعية، بل كانت من أجل كرامة الوطن واستعادة السيادة المهدورة.
هناك من يتهمنا بالعنصرية حين ننصب خيمة اعتصام سلمي، لانه يعتبر التمسك بالوطن عنصرية وهذا طبيعي “فاقد الشيء لا يعطيه”..؟!
إن نصب خيمة حق والاعتصام فيها هو تعبير سلمي حضاري في وجه واقع مسلوب الحقوق، واعتراض كهذا يعد من أرقى أدوات الشعوب الحية لاستعادة هويتها.
حقيقة، نحن لا نصادر حق أحد، بل نحدد معالم مستقبلنا ونرسم خارطة طريقنا وقد سبق وأعلننا ذلك بكل شفافية ووضوح: «الشمال لشعب الشمال في اليمن، والجنوب لشعب الجنوب في دولة الجنوب العربي»؛ وهذه ليست دعوة للكراهية، بل دعوة لترتيب البيت وتصحيح المسار التاريخي المغلوط لدى الشعب الشقيق في اليمن.
إن فك الارتباط بين دولتي الشمال والجنوب واستعادة الجنوبيين لدولتهم الحرة المستقلة على حدودها المتعارف عليها ما قبل مايو 1990م هو المخرج الأخلاقي والسياسي الذي يضمن لكل شعب العيش بكرامة على أرضه، بعيداً عن هيمنة الاحتلال وفرض الوصاية.
لهذا، فإن الاعتصامات السلمية التي يمارسها أبناء الجنوب هي حق مكفول شرعاً وقانوناً، وهي صوت الأحرار الذي يخبر العالم أن دولة الجنوب العربي ليست مجرد شعار، بل هي استحقاق وطني عمد بدم الشهداء وصبر الأبطال الجنوبيين.
وباعتقادي ليس من العنصرية أن تحب وطنك، وليس من الجرم أن تستعيد حقك المغتصب، بل الجرم كل الجرم أن تظل صامتاً والظلم ينهش في جسد أمتك.
خلاصة القول: إن الخيمة التي يصفونها بالعنصرية هي في الحقيقة “خيمة وعي” وستظل شامخة عاليا حتى بزوغ فجر الدولة الجنوبية العربية وهذا عهد قطعناه على أنفسنا في استرداد حقنا ولن يسقط بالتقادم فإرادة الشعوب هي القدر الذي لا يُقهر..!



