الذي ما حضر عند شاته.. جابت له طلي!

كتب : م. عبدالقادر خضر السميطي
الذي ما حضرعند شاته جابت له طلي
مثل شعبي دارج نردده حين يأتي الخير لمن لا يتوقعه أو يُهمل من يستحق… لكن واقعنا اليوم لا فيه شاة ولا طلي!
كان الأمل كبيرًا أن نجد بجانب المزارعين جهات حاضنة تحمي مصالحهم وتنقل صوتهم وتكون درعًا حقيقيًا أمام الأزمات… لكننا للأسف نرى هذا الدرع أصبح مجرد ديكور جميل في بيت بلا سقف يسرّ الناظر لكنه لا يحمي من المطر!
تحديدًا في موسم البصل هذا العام المزارع عانى الكثير وخسر كثيرًا وتألم أكثر الكل يعرف السبب ولكن لا جهة تحركت ولا بيان صدر ولا حتى كلمة عزاء زراعي… كأن المزارعين على كوكب والجهات الزراعية في كوكب آخر يدور بعكس الاتجاه!
ومما يُؤلم أكثر أن أشجار البن في اليمن عامة ويافع خاصة تحتضر بصمت وسط موجات الجفاف التي لم يسبق لها مثيل… شكاوى المزارعين تتصاعد والأوراق تذبل والجذور تستغيث وثمار البن تموت على الأغصان لكن لا مشاريع ري طارئة ولا دعم إسعافي يلوح في الأفق أليس هذا البن هو كنز اليمن وثروتها الخضراء؟ كيف نتركه ينهار ونكتفي بالمؤتمرات والشعارات؟
الم يستحق أن يتحرك أسطول من بوز الماء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه !!
وهنا أراضي دلتا أبين ولحج التي كانت يومًا تُلقب بـ سلة اليمن الغذائية تتحول شيئًا فشيئًا إلى مساحات من السيسبان بدل الذرة والدخن وإلى مربعات إسمنتية تنتشر أسرع من الحمى
في موسم الغبار.
وقنوات الري هي الأخرى
لم تعد منشآت تنقل الحياة
بل مشاهد تصلح لأفلام المغامرات تخترقها مياه الصرف الصحي وتتخللها الأحراش والعقبات والانهيارات وتتربى فيها الأفاعي!
حتى البصل… صار يذرف الدموع قبل أن يُقطع! !!!
شاحنات تظل عالقة في المنافذ لأيام طويلة فتموت الكميات وتُدفن أحلام المزارع بصمت… ولا نسمع حتى صوت بوق شاحنة خضار!
وهاهي كميات البصل الناجيه من التلف والعائده من الحدود تباع برخص التراب بعد أن تغير لونها الطبيعي
رسالتي اليوم إلى من أُوكلت إليهم مسؤولية دعم المزارع وتفعيل القوانين وتشجيع الزراعة وتعزيز أمننا الغذائي استفيقوا… تحرّكوا… لا تتركوا أحلام المزارعين تُروى بالدموع بدل الماء!
لا نريد أن نزرع ذكريات ونحصد شكاوى…
ما زال هناك وقت وما زالت الأرض تنبض… فلنمدّ لها يد العون
قبل أن تُغلق أبواب الأمل.
✍🏼 *عبدالقادر* *السميطي*
*دلتا أبين*








