✍️ المزارع المقاتل الصامت من أجل رغيف الخبز

كتب: م. عبدالقادر خضر السميطي
ذلك الحقل لم يكن مجرد قطعة أرض بل كان عمرًا كاملاً سُكب فيه العرق قطرة قطرة
150 يومًا من السهر والكدح… من القلق والخدمة… من الجهد الذي لا يعرف الكلل… إنها أيام وليالٍ تتكرر كل موسم ليظل المزارع واقفًا أمام الأرض كالجندي المرابط على ثغور الحياة وعلى حدود الوطن من لا يعرف الزراعة يظن أن الأمر مجرد بذور تُلقى في التراب ثم تنمو لوحدها لتصبح سنابل اوثمارًا أو إبصال أو درنات أو غير ذالك لكن الحقيقة مختلفه.. خلف كل سنبلة حكاية عرق وخلف كل رغيف خبز دمعة تعب لم يراها أحد.. المزارع هو أكثر إنسان يتعب كي يعيش… لا لنفسه فقط بل ليعيش معه الآخرون
رسالته واحدة لا تتغير
يجب أن يكون رغيف الخبز حاضرًا في كل بيت
هذا الطموح النبيل جعل من المزارع مقاتلًا صلبا ومصارعًا ضد قسوة الطبيعة وضد شح المياه وضد كلفة البذور والأسمدة والآلات ومع كل موسم جديد يعود ليزرع الأمل من جديد غير آبه بالخسارات ولا بما يثقل كاهله لأنه ببساطة يرى في الأرض أمه وفي الزرع أبناءه
وفي الخبز حياة الناس جميعًا
تحية حب وتقدير لكل مزارع على وجه الأرض…
أنتم الجنود المجهولون الذين تصنعون الأمن الغذائي وتحمون البشرية من الجوع وتصنعون
بجهدكم الصامت معنى الكرامة
والعزة والشرف
عبدالقادر السميطي
دلتا أبين
22/8/25








