حين يتكلم الجنوب يصغي التاريخ وتراجع الدول مواقفها 

كتب/ العلفي امذيب الحنشي

 

بكل هدوء ومسؤولية وطنية وبعد قراءة متأنية لبيان المملكة العربية السعودية يمكن القول إن البيان جاء متزنًا في لغته ومعتدلًا في مضمونه خاليًا من التهديد أو الوعيد ولم يتضمن أي إشارات لاستخدام القوة أو وسائل الضغط المباشر أو غير المباشر ضد الشعب الجنوبي أو المجلس الانتقالي الجنوبي
لقد نظرت المملكة إلى ما جرى بوصفه إشكالًا يمنيًا داخليًا في سياق وضع عام شديد التعقيد تعاني فيه ما تُسمى بالشرعية من التفكك وتعدد المشاريع وتضارب الأجندات داخل الجغرافيا اليمنية وهو توصيف يلامس جوهر الأزمة ولا يبتعد عنها
والمملكة بحكم موقعها ودورها تدرك جيدًا أن هناك شعبًا” جنوبيًا” له قضيته الوطنية العادلة ودولةً كانت قائمة وأُجهضت بوحدة قسرية قائمة على الظلم والإلحاق , وقدّم شعبها تضحيات جسيمة قديمًا وحديثًا في سبيل استعادة دولته وبناء مستقبله الحر
إن الصمود الأسطوري للشعب الجنوبي في ساحات الاعتصام وميادين النضال وفي جبهات المواجهة بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي كفيل بأن يفرض صوت الجنوب حاضرًا على طاولة الفهم والإنصات ويجعل من تجاهل هذا الهدير الشعبي أمرًا” مستحيلًا مهما طال الزمن
والمملكة العربية السعودية الشقيقة بتاريخها ومواقفها كانت ولا تزال تقف إلى جانب الحق وتسعى لنصرة المظلومين وشواهد أدوارها في المنطقة العربية والإفريقية أكثر من أن تُحصى وشعب الجنوب كغيره من الشعوب يكنّ لها التقدير والاحترام ويجمعه بها عمق اجتماعي وإنساني راسخ حيث يعيش ملايين اليمنيين على أرضها في أمن وكرامة
أما نحن فقد حسمنا خيارنا وأقسمنا أن نستعيد أرضنا وتاريخنا وهويتنا مهما كانت التضحيات ولو أمطرت السماء نارًا ” واحترقت الأرض تحت أقدامنا لأن الأوطان لا تُوهب بل تُنتزع بإرادة الشعوب
تحياتي
ابو عبدالوهاب العلفي
امذيب الحنشي

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى