إرادة الشعوب أقوى من تسويات الأمر الواقع

كتب: عبدالرقيب يسلم احمد الكلدي
………………..
لم تعد محاولات الالتفاف على القضايا الوطنية تمر دون مساءلة، ولا يمكن بعد اليوم تسويق التسويات المنقوصة بوصفها حلولاً واقعية. فالتجربة أثبتت أن تجاوز الحقوق المشروعة، تحت أي شعار أو غطاء سياسي، لا يصنع سلاماً ولا يؤسس استقراراً، بل يكرّس أزمات مؤجلة وانفجارات قادمة.
إن شعبنا، الذي واجه مشاريع الإخضاع بثبات، قد حسم خياره منذ وقت مبكر ، لا تفريط في الأرض، ولا تراجع عن التضحيات، ولا قبول بسياسات الأمر الواقع. وما يُقدَّم اليوم من مقاربات رمادية لا يرقى إلى مستوى استحقاقات المرحلة، ولا ينسجم مع حجم الدم الذي بُذل دفاعاً عن الكرامة والهوية.
إن الحفاظ على الجاهزية وحماية المنجزات هو موقف سياسي واضح، ورسالة لا لبس فيها بأن الحقوق لا تُدار بمنطق الإملاءات، وأن أي مسار يتجاهل إرادة الشعب محكوم عليه بالفشل، مهما حظي بالدعم أو الترويج.
فالحق الذي حُمي بالتضحيات لن يُفرط به على طاولات المساومة، ومن يراهن على إنهاك الإرادة أو كسر الموقف، يكرر أخطاء أثبتت الوقائع سقوطها. إرادة الشعوب، بلا شك، أقوى من أي تسويات قائمة على وهم الواقع، وستظل القوة الحقيقية التي تصنع الانتصارات وتفرض العدالة.



