ثبات الجنوب: حزم وكرامة وسيادة

كتب: عبدالرقيب يسلم احمد الكلدي

تحية من الأعماق لشعب الجنوب، المعتصمين في ساحات الحرية في ربوع جنوبنا الحبيب، سلام وعزيمة لكل من حمل كرامة الأرض وحقها في استعادة دولتهم.
الجنوب اليوم يقف بثبات لا يتزعزع، حاملاً مشروعاً وطنياً راسخ الجذور، مؤمناً بأن السلام خيار استراتيجي، لكنه سلام مبني على الحزم والوعي الوطني. لن نسمح لأي قوة، محلية أو إقليمية، أن تتجاوز إرادتنا، أو تقلل من شأن حق شعب الجنوب في استعادة دولته.
رؤيتنا دولة فدرالية مدنية عادلة، متوازنة، تتعلم من التجارب السابقة، منفتحة على المستقبل، شاملة لجميع أبنائها، بعيدة عن التطرف والغلو والانقسامات، وقائمة على الشراكة السياسية والإدارية العادلة. نحن جزء مسؤول من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، شراكة قائمة على الاحترام المتبادل وحماية المصالح المشتركة، وتعزيز الأمن الإقليمي. مصالح الأشقاء محفوظة، كما نتمسك بحقنا المشروع في استعادة دولتنا، ولن يكون هناك أي تنازل عن هذا الحق.
ونؤكد أن أي تدخل خارجي في ممارسة شعب الجنوب لحقه في استعادة دولته أمر مرفوض تمامًا. القانون الدولي يحمي حقوق الشعوب في استعادة سيادتها وكرامتها التاريخية، ولا يمكن لأي قوة فرض وصايتها على شعب كامل. كذلك، فإن الأشقاء من الجمهورية العربية اليمنية في أرضنا لهم حقوق، وعليهم واجبات، وفي بلادهم يقررون مستقبلهم بحرية تامة، ونحن نحترم ذلك، لكن على أرض الجنوب، السيادة وحق الدولة خط أحمر، لا يمكن تجاوزه أو المساومة عليه.
استعادة دولة الجنوب ليست شعارات رنانة، بل حق طبيعي وتاريخي وقانوني، فرضته الوقائع وأكدته التجارب منذ فرض الوحدة بالقوة عام 1994، عندما تجاوز النظام العسكري-القبلي كل الأعراف والقوانين الدولية، متجاهلاً إرادة شعب كامل. خمسة وثلاثون عاماً من التجارب أثبتت أن شعب الجنوب ليس حقلاً للتجارب الفاشلة، وأن الكرامة الوطنية لا تُساوم، وأن الحق لا يُلغى مهما كانت التحديات.
اليوم، ومع كل الألم والقهر، نعلن بصراحة: الجنوب لن يفرط في حقه، ولن يقبل المساومة على استعادة دولته، ولن يسمح بإعادة إنتاج سيناريو الإقصاء والتكفير. غصن السلام مرفوع، لكن الحق سيُصان بحزم، لأن الكرامة لا تُقايض، والسيادة لا تُهدَر، والشرعية التاريخية والدولية معنا، وضمانة لقوتنا ومشروعنا السياسي.
ثبات الجنوب هو عنوان موقفه: حزم في القرار، كرامة في المسلك، وسيادة في الأرض والحق. موقف يعكس إرادة شعبية صلبة، ويؤكد أن أي محاولة لتجاوز إرادة الجنوب ستصطدم بعزيمة لا تلين، ووعي دبلوماسي رصين يحمي الحقوق ويصون السيادة ويحقق مصالح الجميع.
اليوم، كما الأمس، نرفع غصن السلام، ونعزز الاستقرار، لكننا على أهبة الاستعداد للدفاع عن حقنا المشروع في استعادة دولتنا، الحق الذي لا يسقط بالتقادم، والذي يشكل أساس مستقبل الجنوب وكرامة أبنائه.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى