انتخابات اخوان اليمن.. تغيير ام اعادة تكرير!!؟
بقلم/
صالح علي الدويل باراس
بدا اخوان اليمن “التجمع اليمني للاصلاح ” حملة انتخابات للقيادات الاخوانية في عديد المحافظات وقد بدأ لبعض المتابعين خلال سنوات الحرب ان التنظيم تعدد فيه صراع تيارات وبدا لاخرون انه تبادل ادوار وان الانتخابات ستشرعنها!!
الحكم على الانتخابات سواء كانت مدخلا للتغيير ام التفافا باسمه وتبادل ادوار ستكشفه نتائج التغييرات التي ستحدثها الانتخابات ومدى استيعاب القيادة الاخوانية لمتغيرات الواقع والتعامل معه بمهوم جديد ، فأن جاءت على خلفية نقاشات داخلية فعلية احدثت هزات تنظيمية على غرار ماجرى في ازمة “حزب الوسط” في مصر التي خرجت فيها قيادات من جيل الوسط عن الجماعة عام 1996م فان المراقبين امام حالة تغيير فعلية اذا ما اقترنت النتائج ايضا بتخفيف سطوة الهيمنة والحمولة الرمزية والدينية لمن يسمونهم جيل التاسيس الذي ظل يغير جلده في المنحنيات المفصلية وتظل قياداته ممسكة بخيوط التنظيم وستكثف الانتخابات الحالة الاخوانية في اليمن سواء جاءت لاحداث تغيير ام لامتصاص حالات الاخفاق التي تجرعوها منذ التفافهم على ثورة الشباب وتحويلها الى ساحة اخوانية اخفقوا في حمايتها وحماية مشروعهم فيها واخفقوا في صد الانقلاب وقال كبيرهم اليدومي: “لسنا ابو فاس” وتسلّقوا على حرب التحالف وكانت امتداد لنكساتهم
اخوان اليمن بارعون في التكتيك والالتفاف واتّخاذ الشعارات ، ودبلجة المواقف المتضادة ، والتبرؤ منها ، وصنع الاوعية المتعددة لتقديم “وجبتهم” السياسية/ الحركية فيها ، وخلق الاعداء ، واصطناع القضايا ، وخلق مظلوميات تعيد تاهيلهم ، وقدرة فائقة على توزيع الادوار ، فمنهم من يدعي انه مع التحالف واخرون ضده ومنهم ضد الحوثي ومنهم من يغرّد من مجلس ابي علي الحاكم وصار منهم من يمجّد الحوثي ومدافعا عنه ومنهم من يضج على المنابر محذّرا من “مثلية” الغرب وخطر غزوها للعالم العربي ومنهم من يحضر فعالية ل ( المثليين ) في امريكا ويتبرع ب 150 الف دولار لدعم برامجهم في الشرق الاوسط..الخ !!
رؤيتهم الاستراتيجية ثابته للسلطة مع تغييرات مرحلية في نظرتهم للاحزاب وللشراكة وللديمقراطية فلم يبتعدوا حركيا عن تطرف “سيد قطب” وفي شراكتهم يطبّقون توصيات “فتحي يكن” الذي حدد لهم خطوط الشراكة مع اي سلطة بانهم ليسوا معنيين بحل ازماتها في الشراكة بل السعي لتراكمها وتعقيدها ليصل المجتمع الى قناعة ان “التمكين الاخواني” هو الحل !!
هل ستكون الانتخابات مدخلا لتغيير قيادي عميق ولاعاة قراءة القضايا وفي طليعتها القضية الجنوبية كما هي وليس كما تحددها سياسات ومصالح الاحزاب والنخب اليمنية ومنهم اخوان اليمن !!؟
لا اظن ان تنتج الانتخابات قراءة كهذه ؛ ولن تسمح القيادات التقليدية بانتخابات تزيحها من المشهد فالحرب وحالة اللاحرب واللاسلم القادمة “بقرة تدرُّ ملايين الدولارات” للقيادات التي ستجعل من حملة تغيير القيادات في المحافظات عملية تجديد تشبه الى حد ما “انسلاخ الافعى عن جلدها” لتغيير حرشف الجلد المهترئة بحراشف جديدة لمرونة حركتها ، لذا فانتخابات المحافظات لن تكون الا تغيير ظاهري الهدف منه اعادة مقبلوية الاخوان واعطاء انطباع انهم حزب مدني يتجدد بينما الحقيقة انها منظمة حركية تهيمن عليها بيعة سمع وطاعة ولا تؤثر فيها “دماء جديدة” لان التربية الاخوانية وحلقاتها تصنع فرادا اخوانيا يتكرر عقائديا وتنظيميا وسياسيا وان اختلفت القسمات الشخصية من فرد لاخر
2 أغسطس2023م