السفن العسكرية والمدنية العراقية والحفار العراقي في عدن
كتب ـ بدر حمود محمد
كان يوجد حفار عراقي في العام ١٩٧٣ م أمام رصيف السياح وكانت توجد بواخر مدنية وحربية أمام أحواض السفن وفي الميناء بشكل عام ومن أجل لا يقترب أحد من الأطفال يسبحوا من الرصيف الخارجي لأحواض السفن ومن بعض الأرصفة كميناء الإصطياد ورصيف السياح إلى السفن حقهم وكذلك الحفار أمام رصيف السياح طلعوا دعاية عليهم إنهم اذا مسكوا أحد الأطفال يقوموا بإغتصابه بالقوة وكان الإخوة البحارة العراقيين ذوي قامات طويلة وعضلات مفتولة وشنبات كثيفة تخوف الكبار وليس الصغار فقط
فلم يقترب أحد منهم أو يختلط بهم أو يصاحبهم ،،،،،،،
في الكويت العام ١٩٧٥ م في أول مشاركة لنا منتخب كرة السلة كنا نحضر جميع مباريات البطولة وعندما أقيمت مباراة السودان والعراق حرصنا على مشاهدتها فأصبنا بالرعب والدهشة معا من طول قامة المنتخبين والقوة البدنية الهائلة التي كان المنتخبان يتمتعان بها
وفي إحدى هجمات منتخب السودان وتحت سلة العراق حصلت معركة على الإستحواذ على الكرة بعد أن أصطدمت بالرنج حق السلة إلى أن نجح واحد من الدفاع العراقي بالسيطرة على الكرة ولكن هذا الذي أستحوذ على الكرة كان ضخم جدا طويل القامة قوي البنية (حوالي مترين ) وهو نازل بالكرة من الرنج حق السلة دهس قدم المهاجم السوداني وأصيب وكنا نعتقد إنه سيعود لإكمال المباراة ولكنه لم يعد وفي المباراة الثانية لمنتخب السودان شاهدنا قدم هذا اللاعب ملفوفة بالجبس وعندما سألنا واحد سوداني كان بجانبنا ( مشجع )
قال العراقي عمل له شرخ في قدمه ولن يلعب مع المنتخب
وكانت لنا مباراة مع منتخب السودان وهزمونا شر هزيمة لإن منتخبنا كان لسه يتلمس كرة السلة وشارك بعد تأسيس كرة السلة في أقل من عشرة أشهر فقط والمنتخب له شهر يتدرب ،،،،،،وكان اللٱعب السوداني دود منوال أطول لٱعب في البطولة كلها وصغير السن (طوله حوالي مترين وعشرين سنتيمتر ) عندما مررت بجانبه لكي ادافع كان طولي إلى فوق خصره بشوية
وفي كرة البداية قفز معه الكابتن المرحوم بإذن الله عبداللٱهي محمود ولم يستطع أن يفعل شيئا وحتى مراقبته أثناء اللعب عجز عبداللٱهي عن قطع أي كرة عليه وكان هذا اللٱعب السوداني صاحب مهارة عالية وتصويبات ممتازة وقد أخذه الٱمريكيين إلى دوري المحترفين N P A مباشرة بعد البطولة
نرجع لمرجوعنا ،،،،،،
استمرت دعاية البحارة العراقيين الى أن غادروا العام ١٩٧٧ م بعد أن عملوا على تعميق منطقة واسعة من الميناء وأخرجوا الٱف الأطنان من الأتربة من قاع الميناء وختموها بعمل إرهابي مشين في العام ١٩٧٨ أو ١٩٧٩ م بعد أن قدمت لهم دولتنا خدمات إخفاء بواخرهم وبوارجهم وحميناها وحافظنا عليها وأرجعناها لهم وعاملنا بحارتهم بكل ٱحترام وتقدير و إخوة وكان عملهم الإرهابي إرتكاب عضوين من سفارتهم بقتل الدكتور العراقي المنشق توفيق رشدي أمام منزله في الوحدة السكنية بالمنصورة (مدرس في جامعة عدن )
وأصحابنا ماقصروا مع سفارتهم وهجموا عليها بوحدات من جنودنا الشرسين الشجعان وقبضوا على القاتلين وزجوا بهما السجن ثم سلموهما لصدام حسين الذي أعدمهما كما قيل لنا والله أعلم ،،،،،،،،
وأنا كنت ساعتها قد أنتقلت إلى شركة التجارة الخارجية ومقر إدارتي في عمارة الباهارون التي كانت خلف السفارة العراقية بل كانت تطل عليها مباشرة مما جعلني شاهد عيان لكل ماجرى فيها
فقبل الهجوم بيوم جاء إلى عمارة الباهارون محسن الشرجبي مع مجموعة من رجال أمن الدولة وطلبوا منا المغادرة وعدم الحضور ثاني يوم إلا عندما يسمحوا لنا !!!!!!!!!
وغادرنا وثاني يوم سمحوا لنا بالحضور بعد الساعة العاشرة صباحا وأول شئ عملته شخصيا فتحت النافذة التي تطل على السفارة العراقية مباشرة وكان واقف بجانبي عدد من الموظفين والموظفات من قسمي التفتيش والإحصاء حيث كنا نتشارك بالعمارة معا ومعنا أيضا إدارة الصادرات ورأينا العجب العجاب ،،،،،
السفارة كالمنخل فيها ثقوب الرصاص بالألاف وزجاج نوافذها محطم تماما ومتناثر إلى أن وصل إلى طريق السيارات التي أمام السفارة والدخان الأسود يملأ السفارة ،،،،،،
ثم فجأة حضر مئات من عمال البلدية والفنيين والبنائين و و و و و إلخ
وبدأوا بعمل الترميم للسفارة بسرعة قياسية حتى الزجاج الذي تناثر على الطريق صفوه وأعادوا مبنى السفارة كما كان وعندما سمحوا للصحافة الخارجية والداخلية ووكالات الأنباء بالتصوير والكتابة عن الحادث أتهموا السفير العراقي وطاقمه بالكذب أن هجوما تعرضت له سفارتهم !!!!!!،،،،،،،
ولم يعد السفير وطاقمه للعمل بها وتخربطت علاقتنا بالعراق نتيجة عملهم الرهيب ،،،،،،
طبعا بعد ما فتحت النافذة ورأينا كل شئ جاء إلينا مجموعة من رجال أمن الدولة وطلبوا منا إغلاق النافذة و عدم الحديث عما رأيناه وعدم فتح النوافذ الأخرى المطلة على السفارة حتى اليوم التالي وألتزمنا بذلك
تحياتي،،،،،