الجنوب وصراع المشاريع

كتب: زياد الشنبكي

ان ما تمر به الساحة الجنوبية بشكل عام من تجاذبات وصراعات واحداث ماهي إلا صراع بين مشروعين، مشروع تحرري يعكس إرادة وتطلعات الشعب الجنوبي في السعى إلى إستعادة الدولة الجنوبية ويقوده المجلس الانتقالي الجنوبي ومشروع معاكس يسعى إلى إعادة الجنوب إلى باب اليمن .

و افرز صراع للمشاريع هذا أوضاعا تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين، وما تردي الخدمات وانهيار العملة إلا نتاج لهذا الصراع المندرج تحت حرب الخدمات والعقاب الجماعي الذي يراد منه دفع شعب الجنوب الى الاستسلام عن مطلب الاستقلال، وإظهار ان ايام حكم عفاش كانت افضل من هذا الوضع لكي يحنوا لأيام ماقبل الحرب .. ايام سيطرة نظام صنعاء عسكرياً وسياسياً على الجنوب، إلا ان أبناء الجنوب التواقون لاستعادة دولتهم الجنوبية يدركون ان ما يمر به الجنوب اليوم من حرب خدمات وانهيار الأوضاع الاقتصادية انما هي جزء من الحرب التي يشنها الأعداء على الجنوب.

قد يقول قائل المجلس الانتقالي الجنوبي هو المسيطر على الجنوب فلماذا نحمل أعداء الجنوب هذه الأوضاع والانهيار الاقتصادية وتردي الخدمات، وللرد على ذلك نقول صحيح ان المجلس الانتقالي الجنوبي مسيطر عسكرياً على معظم محافظات الجنوب، إلا ان الجنوب أساسا لايزال داخل العباية اليمنية ولا تزال معظم الامور بيد الشرعية المعترف بها بمكوناتها الحزبية والسياسية التي اساسا هي ضد المشروع الجنوبي التحرري وان كان المجلس الانتقالي الجنوبي شريكا فيها جزئياً في الحكومة والمجلس الرئاسي فهذا زاد من حدة صراع المشاريع، فجميع المناصب السيادية بيد قوى تتبع احزاب يمنية مناهضة للمشروع الجنوبي التحرري ولذلك هي تتعمد في خلق الأزمات وعدم أحداث تنمية وتحسن في الخدمات في الجنوب مايعرف بالنسبه لهم بالمناطق المحررة، لذلك لايهمهم ما يعاني منه الجنوبيين بل يعتبرونه في ذات انفسهم وان لم يجاهروا به عقاب للجنوبيين ورساله مفادها هذا الجنوب الذي تريدوا، لان اي تحسن بالخدمات والأوضاع سيحسب لصالح المشروع الجنوبي التحرري وسيعتبره الناس من خيرات التخلص من الشمال وبشائر خير لدولة الجنوب القادمة.

كما أن شراكة المجلس الانتقالي في هذه الحكومة أعطاهم فرصة لتشويه المجلس الانتقالي وتحميله فشل الحكومة والانهيار الاقتصادي وتردي الخدمات، بكون الانتقالي هو في الصورة المسيطر على الجنوب، بشراكة معناها ان المجلس الانتقالي أصبح شريكا في فشل الشرعية اي شريك بالفشل اما النجاح فلا يوجد نجاح اساسا فيما تقدمه الشرعية.

كما ان الشراكة الحاصلة بين المجلس الانتقالي والشرعية شراكة سطحيه في وزارتين ونواب في المجلس الرئاسي، لكن كم حصل الانتقالي على حصه في قوام موظفي السفارات ؟ كم حصل الانتقالي في قوام موظفي البنك ؟ كم انتقالي في ديوان الوزارات وفروعها ؟ كم حصل الانتقالي على رؤساء أقسام في الوزارات والمرافق الخدمية والجوازات والاحوال المدنية وهيئة اراضي وعقارات الدولة والكهرباء والمياه ؟ . و. و. و. .. فأي شراكة هذه ؟
صحيح المجلس الانتقالي الجنوبي مسيطر عسكرياً وحقق انتصارات في الجبهات بمواجهة المليشيا الحوثية ومحاربة الإرهاب فهو وحيد في هذه المهمة، بينما إدارة المرافق الخدمية لا تزال دولة عفاش العميقة هي من تحكمها فمعظم المدراء للمرافق الخدمية لايزالون هم انفسهم مما قبل الحرب الا البعض، ومعروف انه ايام حكم عفاش مستحيل ان يعين شخص في منصب اداري الا من اتباعه ومن المتضررين خلال المراحل والأحداث التي مر بها الجنوب من بعد الاستقلال إلى قبل العام 90م، كم ان حكومة الشراكة الحالية استحوذت على الوزارات السيادية لصالحها، لذلك نقول ان دولة عفاش العميقة مسيطرة على مفاصل مهمه في الدولة، ولن تصلح الأوضاع الا بتغيير جذري في جميع المرافق الحكومية والخدمية، واستبدالهم باشخاص جنوبيين لا اقول شرط ان ينتمون إلى المجلس الانتقالي ولكن بجنوبيين مؤمنين باستعادة الدولة الجنوبية، اما بقاء الوضع بهذا الحال فان الوضع سيزداد سوء بكون هدفهم هو تحميل الانتقالي هذا الفشل الحاصل وتردي الأوضاع.

الحاصل في الجنوب ان الثورة لم تكتمل بعد ولم تحقق كامل اهدافها، صحيح انها قطعت شوطا كبيرا وحققت إنجازات كبيرة على المستوى العسكري والسياسي، الا أنها تتطلب مزيدا من التكاتف بين أبناء الجنوب .

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى