صراع من بعد صراع

 

كتب ـ د.جمال أبوبكر عبٍّاد

قيادة السلطة المحلية في حضرموت عليها أن تدرك المخاطر التي تحاك ضد حضرموت واهلها في الوقت الراهن في حين أن الوضع بشكل عام أصبح لا يطاق ولذلك علينا جميعا تقع المسؤولية وان نقف صفا واحدا في وجه هذه التحديات التي تواجهها حضرموت اليوم وتحديد لها برنامج زمني يعيد لحضرموت هويتها الجنوبية و مسارها الطبيعي.

اليوم تكاد تكون محافظة حضرموت مسلوبة القرار والإرادة و ضياع الحقوق من خلال ما نراه على أرض الواقع من تدهور متعمد للخدمات في جميع مناحي الحياة بل نجزم أنه تم اجهاض حضرموت قسراً بعد فشل محاولات إخراج حضرموت من وضعها الحالي وحرف مسارها.

أن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم في الشارع الجنوبي بشكل عام والمجتمع الحضرمي بشكل خاص هو من المسؤول عن هذا التدهور في الخدمات في حين تأتي الإجابة بشكل منافي تماماً عن ما هو حاصل على أرض الواقع.

البعض ينظر نظرة إلى الغير أنه هو المتسبب فيما نحن فيه والبعض الأخر يطرح نفسه هو الحامل لهذه القضايا وهو من سيعيد هذه الخدمات في حين لم يكن قادر على تحقيق هذه المطالب المشروعة و مستبعد في الوقت نفسه دور المجلس الانتقالي الجنوبي الذي هو الحاضن لهذه الجماهير الشعبية ويمتلك من القوة مالم يمتلكه الآخرون في حضرموت.

في حين يرى البعض أن غياب الحس الوطني الحضرمي عن المشهد اليوم في حضرموت و ظهور حس من نوع آخر أفقد قدرة حضرموت عن المشاركات في رفع المعاناة التي يعيشها المجتمع الحضرمي.

أن التشرذم الذي تعاني منه حضرموت هو السبب ام ان هناك أسباب أخرى ترتبط بعوامل القوة والضعف في حضرموت هي التي جعلت منها اليوم فريسة سهله للغير لأجل أن تتقاسمها قوى المصالح والنفوذ على حساب المجتمع الحضرمي.

الكل مجمع اليوم في رفع شعار المطالبة بالحقوق لأبناء حضرموت في الوقت الحالي و لكن تحقيق هذه المطالب دون أن يكون المجلس الانتقالي الجنوبي هو الحامل و الحاضن و المتبني للمطالب الشعبية فلن يكتب لها النجاح.

أن الحقيقة واضحة المعالم يراها الجميع ولكنه لا يستطيع أن يفصح بها على كل حال كما يجب أن تعاد إلى حضرموت مكانتها وهويتها الجنوبية وإلا سوف تصبح بين ليلة وضحاها تحت أيادي خفية كما أراد لها المخرج في نهاية المطاف.

بقلم ✍️ الاكاديمي والمحلل السياسي
د.جمال أبوبكر عبٍّاد

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى