من قمم ردفان إلى قلوب أجيال الجنوب في ظل ذكرى ثورة 14 أكتوبر

كتب / رامي الردفاني

أرفع رأسي عالياً وأنا أنتمي إلى هذه البقعة العزيزة، ردفان الشموخ ، تلك الأرض التي صمدت أمام طغيان الاستعمار وكتبت تاريخها بأصوات الأبطال في ثورة 14 أكتوبر 1963م ‘ ومن أعالي جبالها الشامخة، انطلقت شرارة النضال، لتسطر حكاية جديدة لأبناء شعب الجنوب، حكاية غُرست في تربتها بدماء الشهداء وبدروس شجاعتهم التي لم تنطفئ.

ما أجمل تلك الثورة، التي كانت تجسيدًا للأمل ورمزًا للصمود! كانت صرخة مدوية في وجه الظلم الذي عانى منه الوطن، من قمم ردفان، حيث تجمع الأحرار من كل أنحاء وطني الحبيب ، انطلقت سواعد الأبطال، مملوءة بحلم التحرير والكرامة أنهم لم يكونوا مجرد أسماء مدونة في صفحات التاريخ، بل كانوا نماذج حقيقية للبسالة، ممن ضحوا بكل ما يملكون من أجل حرية أحلامهم.

انني أجد نفسي في أحضان هذه الأرض مستلحا بنصر بفضل الله ثم بفضل الثوار الجنوبيين من الآباء والأجداد.

وفي كل ذكرى تعود إليّ، يتسلل الفخر إلى قلبي، كأنني أسير على دربهم وقصصهم، أجد حكاياتي، وفي تضحياتهم، أستلهم قوتي لقد واجهوا العواصف، وكأن قلوبهم كانت تحمل شجاعة الجبال ورسوخ أشجار الأرض الشامخاتي لا ينحنون للعواصف بل رافعين راية الشرف وهم يقتربون من حلمهم في الحياة الكريمة، وكان شغفهم بلا حدود.

واليوم، ونحن على أعتاب استعادة دولة الجنوب، نقف تحت راية قائدنا الرئيس عيدروس الزبيدي، الذي يقودنا نحو آفاق جديدة بأمل وثقة نحن سائرون على درب الشهداء، مستلهمين من روح الثورة التي أضاءت دروب الأجيال وسوف سنكون دومًا سندًا لوطننا الجنوبي ، مستعدين للدفاع عنه بكل ما نملك حتى آخر نفس وآخر قطرة من دمائنا.

يا ردفان، يا حبيبة القلب ومعزوفة الزمان أنها ليست مجرد مكان، بل هي عزف مستمر في أروقة الروح النضالية مع تراب الوطن الجنوب لهذا ، تعانق الجبال النسمات، وفيها تتجلى اللحظات الثورية التي نحتفل فيها بذكريات الشهداء وتضحيات الأبطال الميامين نجدد العهد مع كل يوم نعيشه بأن نبقى مخلصين لقيم الشجاعة والإصرار ، مستمرين في بناء غدٍ مشرق.

فلنجعل من هذه الذكرى المجيدة نبراسًا يلهمنا لصناعة مستقبل أفضل نتجمع معًا، وكأننا في ساحة واحدة، نبني ونطور، سائرين نحو وطن حر ينعم بالسلام والكرامة ولنجعل من ذكريات الشهداء حية في قلوبنا، نكرمهم يوميًا بجهودنا وإصرارنا على تحقيق الانتصار.

إنها ردفان، نبض الجنوب وعبق الأمل فيها، حيث يسكن عشق الوطن في قلوبنا وكأن أجدادي وأجدادكم كتبوا بتضحياتهم تاريخاً لا يُنسى، تتردد فيه أنغام الكرامة والحرية عاشت ثورة 14 أكتوبر، وعاش أبناؤها الأبطال، وعاشت ردفان التي تضيء دروبنا بالأمل، لتبقى ذاكرة الجنوب مضيئة في قلوبنا، نشعر معها بالحب، الفخر، والعزيمة.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى