مليونية الهوية الجنوبية من قلب وادي حضرموت.. إحياء الذكرى الـ 61 لثورة أكتوبر المجيدة
أبين ميديا /تقرير / نوال احمد
من وادي حضرموت، ومن بين تلك الجبال الشامخة والسهول الأخاذة، تلتقي القلوب معبرة عن آمالها وأحلامها، مستعدة لاحتضان أمسية تحمل طابع التاريخ وسحر الفخر. تحت سماء مدينة سيئون، يتأهب أبناء الجنوب بشغف كبير لفعاليتهم الكبرى، “الهوية الوطنية الجنوبية”، المزمع إقامتها يوم الإثنين، 14 أكتوبر 2024. إن هذه المناسبة ليست مجرد ذكرى عابرة، بل هي احتفال بالروح الثورية التي انطلقت من جبال ردفان، لتروي حكاية الصمود وعزيمة الأجيال من أجل وطن حر ومستقل.
إن هذا الحدث العظيم ليس مجرد تجمع عابر للناس، بل هو شعاعٌ ناصع يُضيء دروب الأمل في زمن تكتنفه التحديات. فاجتياحهم للميادين لن يُعبّر إلا عن جراح الوطن وآلام الشهداء، إذ يرفعون أصواتهم بصوتٍ واحد: لا للاحتلال، لا للإرهاب. في كل خطوة يخطونها، يسطرون بحروف من نور تاريخهم ومعاناتهم، كل نبضة قلب تمثل تجسيدًا للأصالة والانتماء، بل هي رموزٌ تعكس هويةً تعتز بها الأجيال.
حيث تستعد سيئون، عاصمة النضال، لاحتضان تلك اللحظة الفاصلة في تاريخها، حيث يجتمع الجميع تحت شعار يحمل الأمل والتفاؤل: “معًا نحو وطن يليق بنا”. في تلك الساحات المشرقة، تتضافر الجهود وتملؤها الحياة، ويشهد التاريخ على حضورهم خلف الشهداء، معبرين عن تطلعاتهم نحو العدالة والحياة الكريمة التي تستحق الفخر والعزة.
في قلب هذا الزخم الجماعي، يبرز المجلس الانتقالي الجنوبي، تحت قيادة عيدروس الزُبيدي، كرمز للإرادة الشعبية. يحمل المجلس على عاتقه أمال أبناء الجنوب ورغبتهم في التغيير، إذ أن النداءات المتجددة تعكس ثقة لا تتزعزع من أبناء حضرموت بقادتهم، الذين يجمعهم قاسم مشترك يغمره الكبرياء والعزيمة.
ان ثورة 14 أكتوبر، فهي بالنسبة لهم أكثر من مجرد ذكرى؛ إنها شعلة توقد الحماس في النفوس، وذكريات مكللة بتضحيات الأبطال. هؤلاء الأبطال يرسمون بدمائهم وعرقهم طريق المستقبل، ويستمدون من مآثرهم القديمة القوة لمواجهة التحديات الجديدة، لتبقى شعلة النضال مشتعلة في قلب كل جنوبي.
تتجه الأنظار في أفق المستقبل نحو تعزيز حقوق أبناء حضرموت في حياة تليق بإنسانيتهم، تنادي الفعالية بضرورة تحسين الخدمات الأساسية، وترافقها دعوات ملحّة لإنهاء الوجود العسكري للميليشيات وتعزيز النخبة الحضرمية الجنوبية إن هذا النضال هو نحو العدالة والمساواة، صرخات تطالب ببناء الغد الأفضل.
ستكون تلك المليونية اختبارًا حقيقيًا لإرادة أبناء حضرموت، تعبر أصواتهم عن تصميمهم على استعادة هويتهم وحقوقهم التاريخية. هذا الحدث سيُعتبر علامة فارقة في مسيرتهم، ليظل كالنجم الذي يتلألأ في سماء نضالهم، محافظةً على الأساطير وذكريات الأمل. أبناء حضرموت، أنتم حراس الأمل والثبات، وستبقى مسيرتكم هي الإلهام للأجيال القادمة، نحو تحول نحو غدٍ يعكس العزة والكرامة. فليُسطّر التاريخ أسماءكم بحروف من نور