لماذا العجلة في إشهار تكتل الاحزاب اليمنية في العاصمة الجنوبية عدن؟

كتب: حمدي العمودي

بعد أن طاق بهم الحال وأُغلقت عليهم جميع الأبواب، وفشلوا في خلق لهم كيان أو حزب أو مجلس في محافظات الجنوب. التجأ الهاربون إلى اعداد مزيدا من السيناريوهات والخطط من جديد والاعداد المتسارع والمفاجئ لتشكيل مكونات واحزاب وتكتلات في أرض الجنوب، من أجل تمرير كل أعمالهم واهدافهم عبرها، واستخراج التراخيص بأحقية هذه التكلات والاحزاب الحصول على المخصصات والميزانية من ثروات الجنوب، وعملية الإشهار لتكتل الاحزاب الوطنية اليمنية في العاصمة الجنوبية عدن جاء تماشيا مع الانتخابات الامريكية بدعم من المعهد الأمريكي، يعني برعاية امريكية ودول اقليمية وعربية.
والعنصر المهم في عملية الإشهار لتكتل الاحزاب الوطنية اليمنية هو الخوف من فوز الرئيس المرشح ترامب كونه جمهوري، ولو نجح ترامب وفاز على منافسه سيسبب العراقيل أمام الديمقراطيين، أو بالأخص الدول المتحالفة مع نظام بايدن وحلفاءه.
وبرزت امريكا لاحتضان هذا التكتل الحزبي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، لأن الهدف والغاية من تأسيس تكتل الاحزاب اليمنية سياسي بحث بامتياز جاء نكاية بمطالب المجلس الانتقالي الجنوبي، وكذلك جاء لسحب البساط منه حسب ما يخطط له القائمين والداعمين لهذا التكتل الهزيل.

ولو نظرنا إلى الاشخاص الذين تم اختيارهم ضمن هذا التكتل لوجدنا أن هؤلاء نفايات لديهم سوابق في الفشل والفساد والإجرام، لاسيما تخادمهم مع مليشيات الحوثي وحلفائها.

الدعم والرعاية الذي حظي به هذا التكتل الهزيل لم يكن من حسن نية، ولكن جاء بعد أن فشلت احزاب اليمن وخسرت الحرب أمام الحوثي، ولاسيما امريكا تعتبر الدولة المتواطئة مع مليشيات الحوثي وخاصة الديمقراطيين الذين يريدون العمل مع الكل، سواء مليشيات الحوثي أو داعش أو الحشد الشعبي وغيرها ممن يشكلون خطراً على أهل السُّنة في البلدان العربية والإسلامية. فجاء موضوع إشهار التكتل للاحزاب اليمنية بعد الفشل الذريع الذي لحق بالاحزاب اليمنية وامريكا التي أصبحت في دائرة ودوامة سياسية متلخبطة تريد أن جعل لها حليف ورديف بعد أن شعرت بخطورة القطب الروسي وسياسته تجاه الشرق الاوسط.

فموضوع هذا التكتل موضوع عميق، تعمل خلفه قوة تريد أن تقصي ابناء الجنوب من مطالبهم المشروعة المتمثلة في استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة والقانون.
فأغلب المنطويين في هذا التكتل هم أشخاص كروتهم محروقة غير مرغوب فيهم، وليسوا أهلا بالمسؤولية لأنهم هم من تسببوا في صنع الازمات سواء في الجنوب أو اليمن، وهم من ساعدوا الحوثي على السيطرة على محافظات اليمن الشقيق.

 

الخلاصة:
على ابناء شعبنا الجنوبي الصامد والمناضل أن يعي جيدا أنه مهما سعت القوى الدولية والإقليمية وقوى الشر في اليمن أو حاولت أن تقصي المجلس الانتقالي الجنوبي أو شعب الجنوب وقضيته أو تتجاوز المطالب الثابتة فمصيرها الفشل، والدليل أننا نشاهد بعد كل أشهر تظهر لنا مكونات واحزاب وتكتلات ومجالس ولكن كلها فشلت وخسرت مكانتها وشعبيتها لأنها لم تأتي نابع وطني يخدم المواطن، وإنما جاءت لتمرير اهداف اجندات خارجية واقليمية على حساب ابناء شعبنا الجنوبي. فسكوت المجلس الانتقالي الجنوبي على إشهار مايسمى بالتكتل الحزبي اليمني في الجنوب ليس هروباً أو خوفاً منه ولكن، المجلس الانتقالي الجنوبي يحتفظ بحق الرد والإجابة واختيار الوقت المناسب لذلك. فالجنوب اليوم يتعرض إلى حرب شاسعة مختلفة الاشكال والاصناف.

النهاية:
في حالة انتهاء الانتخابات الامريكية وفاز ترامب برئاسة امريكا، كل تلك المكونات بحذافيرها ستصبح في خبر كان وسوف تتغير المعادلات السياسية وسوف تنقلب الموازين كلها، وسيبقى الحق هو المنتصر دائماً، وسيلحق الخزي والعار لهؤلاء الذين يريدون الوصول إلى مقاليد الحُكم عن طريق المكر والخداع والخيانة وعلى حساب الشعبين اليمني والجنوبي.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى