ظلامٌ بلا أفق.. متى ينتهي عذاب الكهرباء؟
بقلم: محمد الكازمي
أصبح انقطاع الكهرباء كابوسًا يؤرق المواطنين كل يوم، وكأنّ هذا العناء قد كتب على أقدارهم، ليغدو الظلام ضيفًا ثقيلًا يعكر صفو حياتهم ويزيد من معاناتهم في ظل ظروف قاسية، فهل يُراد لنا أن ننسى حقًّا أساسيًّا من حقوقنا؟ هل يُراد لنا أن نتأقلم مع عالم بلا كهرباء، بلا حياة طبيعية، بلا راحة؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها، وصفقة جديدة تلوح في الأفق مرتبطة بالمشتقات النفطية، أو محاولة لتسول جديد من الحكومة على أعتاب الجيران للحصول على منحة نفطية مؤقتة؟
في كل شتاء، تعودت الأعين على تحسن طفيف في الكهرباء، بفضل تراجع الأحمال على المحطات، لكن لماذا هذا التحسن لم يعد ينقذنا كما في السابق؟ لماذا يظل هذا العجز كجرح مفتوح ينزف بلا توقف، بالرغم من إنشاء محطة للطاقة الشمسية في عدن، بتبرع كريم من دولة الإمارات، وأين ذهب النفط الخام لمحطة الرئيس؟ لماذا نجد أنفسنا مرة أخرى في حلقة مفرغة من المعاناة والصمت المخيف؟
تجاهل الجهات المعنية لمأساة كهذه، وإغماض الأعين عن الأوجاع اليومية التي تنهش قلوب المواطنين، يثير تساؤلات مقلقة: لماذا الصمت؟ لماذا يستمر هذا النزيف الكهربائي في صمت مطبق؟ ألم يحن الوقت ليُفتح ملف التحقيق بكل جرأة مع من يديرون هذا الملف الحساس؟ أليس من حق المواطن أن يعرف الحقيقة، أن يرى ضوءًا يبدد ظلام اليأس؟
يا لقلوب المواطنين التي أضحت تنتظر الفجر بلهفة، فقط لتحظى ببضع ساعات من الكهرباء، وكأنها تُرضى بفتاتٍ من حقها الطبيعي، كيف لنا أن نتجاهل هذا العذاب المستمر، وأبسط حقوق الحياة الكريمة تُصادر منّا يوما بعد يوم؟ أليس من حقهم أن يجدوا طوق نجاة وسط هذا التيه، أن يروا بارقة أمل في نهاية هذا النفق المظلم؟
إن هذا التجاهل المستمر لأزمة الكهرباء دون إيجاد حلول جذرية يبعث في النفوس مرارة لا تطاق، ويترك أثرًا عميقًا في قلوب الشعب المنهك، ألم يحن الوقت للمسؤولين أن يصارحوا الناس بالحقيقة؟ أن يتخذوا خطوات جادة لمحاسبة كل من عبث بهذا الملف، كل من ساهم في تعميق هذه الأزمة؟