الحوثيين والقاعدة تكتيكات واحدة وتبادل أدوار
أبين ميديا- تقرير- إعلام اللواء الثالث دعم واسناد
إستراتيجية طهران
خلال السنوات الأخيرة من عمر الحرب التي شنتها المليشيات الحوثية على الجنوب ، ظهرت ميدانيًّا علاقة تكاملية بين تنظيم القاعدة في الجنوب وميليشيا الحوثي الإيرانية، رغم التباينات العقائدية، توطدت وشائجها بشكل أكبر مع حصول التنظيم الإرهابي العام المنصرم، على طائرات مسيرة من الحوثيين، الذين تدخلوا عسكريًّا في يونيو الماضي، في محاولة للتخفيف على أحد معسكرات “القاعدة” بين محافظتي شبوة والبيضاء.
أن تأثير إستراتيجية زعيم القاعدة المقيم في إيران “سيف العدل”، التي توظف الصراعات الداخلية، تبدو أكثر تأثيرًا ونفوذًا على التنظيم في الجنوب ، رغم عدم اقتناع أميره، سعد العولقي، بهذا المبدأ، واستمرار ضعفه في مواجهة نفوذ “العدل” في مجلس شورى التنظيم داخليًّا.
كما ان رفع مستوى عمليات “القاعدة” في الجنوب ، يتماشى مع رؤية “سيف العدل” وطهران، التي تهدف إلى إشغال القوات المسلحةالجنوبية في مناطقها، بما يضمن عدم وجود أي ضغوط متكاملة من قبل القوات المناوئة لميليشيا الحوثي المسيطرة على محافظات الشمال
“فالحوثيين يخشون توجه قوات العمالقة والقوات المسلحة الجنوبية التي يعرفونها جيدًا، إلى مناطق سيطرتهم، وتشكيل ضغط داخلي يتزامن مع الضغوط الخارجية نتيجة هجماتها البحرية والقصف الأمريكي البريطاني، ولذلك يلجأ القاعدة إلى رفع وتيرة هجماته في محافظات الجنوب وخلط الأوراق ومحاولة إرباك المشهد، خدمة للحوثيين في ظل جمود المعارك حاليًّا ضده في أبين”.
الاستخدام السياسي
ويتضح ذلك التكتيك من خلال الدعم اللوجستي الذي يحصل عليه ” تنظيم القاعدة الإرهابي ” من طيران مسيّر هجومي واستطلاعي وتقنيات المتفجرات وغيرها، ضمن تحالفه الإستراتيجي والواضح مع الحوثين، “يرفع من خطره ليس على الجنوب فحسب، بل على مستوى المنطقة عامة”.
الا إن القوات المسلحة الجنوبية تمكنت من طرد “القاعدة” و”داعش” من مختلف مناطق الجنوب، وتواصل ملاحقة عناصره في شعابه ومناطقه النائية، “إلا أن هناك طرفًا يعيد تفويج هذه العناصر الإرهابية، ويمولها بمختلف الأشكال”.
ونبين أن عمليات “القاعدة” الأخيرة، يؤكد امتلاكه لما كان يفتقده خلال الفترة الماضية، وهو دليل على تمويل جديد، سواء في العنصر البشري، أو في تقنية المتفجرات.
ونشير هنا ان الاستخدام السياسي للإرهاب، “يعيد إنتاج هذه التنظيمات، ويحرك عناصرها ضد الجنوب، تزامنًا مع حملات دعائية وإعلامية معادية ومحرضة من قبل الحوثيين وجماعة الإخوان المسلمين، تستهدف الجنوب وقواتة المسلحة والمجلس الانتقالي الجنوبي”.
أن “هذه المواقف المعادية للجنوب، التي تحاول تقويض قضيته السياسية وتطويع شعبه عبر استخدام الإرهاب كسلاح، يستفيد منها القاعدة مثلما تستفيد منه الأطراف الأخرى، لكن الأمر بالنسبة لنا يعدّ معركة مصيرية ضد الإرهاب سنستمر فيها حتى اجتثاث شأفته من كامل تراب الجنوب