معركة بين صديقين أبوين في حارتنا
كتب ـ بدر حمود محمد
في العام ١٩٧٠م من القرن الماضي وعندما كنا في بلادنا قلة قليلة تم إقرار مرحلة خامس وسادس إبتدائي وبعد ذلك المستوى الإعدادي ( كنا نسميه المتوسط ) وكنا ثلاثة أصدقاء في الحارة وصلنا إلى سادس التي إمتحانها النهائي وزاري مركزي لجميع طلاب المرحلة في جمهورية اليمن الديموقراطية أو الجنوبية حينذاك،،،،،،،
وهم :—
عبدالله عمر عبدالله عزيز البيضاني
بدر حمود محمد
محمد بن محمد علي سعد (والده لقبه محمد علي قراطيس متزوج من أخت الإعلامية المشهورة أمل بلجون وهو من أكبر مشجعي التلال وكان في مباريات فريقه يلبس ثياب حمراء كلها لتعصبه وحبه الشديد للتلال إلى أن توفي رحمة الله تغشاه ويسكنه الجنة ),,,,,,,
وكانت أسماء الناجحين في الإمتحانات تذاع في إذاعة عدن نتيجة لقلة أعدادهم وطبعا بعد إذاعة العشرة الأوائل ،،،،،،،،
وكان محمد بن محمد علي مهملا لدراسته ففشل ولم يذاع إسمه وأنا وعبدالله عمر أذيعت أسمائينا مع الناجحين وفي ذلك اليوم السعيد خرجنا من منزلينا فرحين فخورين مبتسمين لنتلقى التهاني من الكبار والشباب في منظر كأنه عرس ،،،،،( لإنها كانت أول سنة لإمتحانات الصف السادس )
ومن سوء حظ أخونا وصديقنا محمد بن محمد علي إنه خرج قريب المغرب لكي يشتري العشاء لأسرته التي كلفته بذلك ،،،،،وطبعا لٱزم يمر بالشارع حق الحارة ليذهب ليشتري العشاء وهنا حصلت المعركة بالأيدي التي لم يتوقعها أحد
عندما أنبرى الوالد العزيز رحمة الله تغشاه ياسين علو (الذي أطلق أسماء غريبة وعجيبة على أولاده وبناته ،،،،،،الكبير الذي مات قبل عشرة أيام من الٱن أسماه إرهاب بسبب إتهام من الغرب للزعيم الخالد جمال عبدالناصر فقال ياسين علو إذا كان عبدالناصر إرهابي فإسم إبني إرهاب وظل إرهاب إلى أن توفي رحمة الله تغشاه ويسكنه الجنة ،،،،،،ثم أطلق إسم أكاذيب على إبنته (( الفنانة أكاذيب )) بسبب برنامج إذاعي كان يذاع من القاهرة منذ بداية الستينات أو قبلها إسمه أكاذيب تكشفها حقائق للمذيع المشهور حينذاك أحمد سعيد ،،،،،،،ثم أطلق إسم حقائق على إبنته الثالثة ثم تحسن ذوقه وأطلق إسم محمود على ولده الرابع بإسم الفنان الكبير محمود ياسين ههههههههههه)
وكان ياسين علو قد عمل بحارا وهو قوي البنية ،،،،،،،وله لسان سليط ومناجم ينرفز أي واحد يدخل معاه بمناجمة وبعد أن أنتهى عقده كبحار عاد الحارة وفتح كشك صغير فيها يبيع فيه الشكالت والنعانع وبعض لعب الأطفال وغير ذلك ،،،،،،،فلما مر محمد بن محمد علي أمامه في الحارة نهض ياسين علو يتلاكع عليه في بعض ألفاظ تنرفز الحجر وبصوت عالي يسمعه المتواجدين في الحارة ،،،،،،
فعاد محمد بن محمد إلى منزلهم مقهورا وشكى لوالده الذي لبس بسرعة ونزل إلى الحارة وأشتبك بمعركة حامية الوطيس مع ياسين علو وتجمعنا حولهما وهما لا غالب ولا مغلوب ولم يستطع أحد أن يفض هذا الإشتباك إلا الوالد رحمه الله محمد إبراهيم ابو نجيب محمد إبراهيم الذي وصل إلى عضوية اللجنة المركزية عن حزب البعث الذي كان منتميا إليه والذي أندمج عام ١٩٧٨م ليكونوا الحزب الإشتراكي اليمني ،،،،،،،،،وقام محمد إبراهيم بفصل الإثنين وأستمر يهدئ الموقف بينهما إلى أن نجح في جعلهما يتسامحان وقبل ياسين رأس محمد بن محمد علي وصفت القلوب وكأن شيئا لم يكن ،،،،،،،،فقد كانت القلوب طيبة ونقية ولا تعرف الحقد أو الكراهية ،،،،،،،،
ومحمد بن محمد علي حول فشله إلى نجاح باهر وكبير عندما دخل الجيش وحصل على دورات إدارية عديدة تدرج فيها إلى أن وصل إلى إدارة الرياضة العسكرية ايام المرحوم بإذن الله محمد صالح العولقي مدير الرياضة العسكرية ويمكن يعرفوه بعض الذين تجندوا في إدارة الرياضة العسكرية أمثال الكابتن منير يحي والمستشار الصحفي الكبير ناصر محمد عبدالله ،،،،،،،،،وتقاعد الٱن برتبة عميد ,,, ،،،،علينا أن نتعلم من تجربة محمد بن محمد علي كيف نحول الفشل إلى نجاح ،،،،
تحياتي لكم ،،،،،