تحكيم قبلي تاريخي ينهي خلاف العقارب والمشوشي في بئر أحمد

أبين ميديا /تقرير / حسين علي زيد المحرمي

شهدت منطقة بئر أحمد بالعاصمة عدن، اليوم الثلاثاء، حدثاً قبلياً استثنائياً جمع قبيلتي العقارب وأبناء قبيلة المشوشي من يافع، في مشهد جسّد عمق التقاليد القبلية الجنوبية وقدرتها على احتواء الخلافات وصون الكرامة.

الخلاف الذي نشأ عقب حملة إساءات وتشويه طالت قيادات يافعية، وفي مقدمتهم العميد نبيل المشوشي، والقائد نصر عاطف المشوشي، إضافة إلى جريمة اغتيال الشهيد عبدالعليم الرضامي، وصل اليوم إلى محطة الصلح عبر تحكيم ومسند قبلي قدّمته قبيلة العقارب.

مسند يعكس الاعتراف بالخطأ
وفود قبلية من مختلف مناطق الجنوب توافدت منذ الصباح، في حضور واسع ضم قيادات عسكرية وأمنية ومشايخ وشخصيات اجتماعية. وقدّم موكب قبيلة العقارب المسند المكوَّن من عشر سيارات وعشر قطع سلاح إلى أبناء قبيلة المشوشي، في خطوة حملت رسالة واضحة بالاعتراف بالخطأ ورد الاعتبار، وفق الأعراف القبلية الراسخة.

عفو يافعي مشروط بالقضاء
أبناء قبيلة المشوشي قبلوا المسند وأعلنوا العفو عن الإساءة إكراماً للحاضرين، لكنهم أكدوا أن قضية مقتل الشهيد عبدالعليم الرضامي ستظل بيد القضاء، التزاماً بمبدأ العدالة وحفظاً لدماء الشهداء.
وأكد أبناء يافع أن العفو عند المقدرة مبدأ ثابت، لكن الكرامة خط أحمر، وأن الصلح اليوم يفتح صفحة جديدة في العلاقات بين القبيلتين مع استمرار المسار القضائي.

رسائل تتجاوز الخلاف
التحكيم القبلي تحوّل إلى مناسبة للتأكيد على وحدة الصف الجنوبي، حيث شدد شيوخ القبيلتين على أن الخلافات لا تلغي روابط الدم والمصير المشترك. وأكدوا أن الجنوب يواجه تحديات تتطلب تماسكاً اجتماعياً أكبر، وأن العرف القبلي ما زال صمام أمان للمجتمع.

صورة تعكس قوة النسيج الجنوبي
الحضور الكبير للقيادات والشخصيات البارزة أرسل رسالة سياسية وأمنية واضحة بأن الجنوب أقوى بتلاحم قبائله، وأن معالجة الخلافات عبر العرف القبلي ليست فقط حلاً للنزاعات، بل أيضاً أداة لتعزيز الاستقرار وحماية الجبهة الداخلية.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى