أشهر سوق نخاسة في العصر الحديث

متابعات
33 مليون دولار سنويا لكل سجين في غوانتانامو
حينما افتتحت امريكا في افغانستان ( سوق نخاسة ) تم فيه خطف وبيع كل اجنبي وعربي لها مقابل المال وشارك فيه الجميع ،
مواطنون عاديون وشرطة وزعماء قبائل وعصابات والمخابرات الباكستانية ..
فبعد أن غزت امريكا افغانستان رداً على تفجيرات 11 سبتمبر الإرهابية أواخر عام 2001 واستطاعت اسقاط طالبان وبدأت بمطاردتهم الى جانب مؤسس تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن وكل المقاتلين العرب والأجانب الذين كانوا هناك يدعمون حركة طالبان ، قامت أمريكا بإلقاء آلاف المنشورات من الجو على أفغانستان وباكستان تعرض فيها تسليم الإرهابيين مقابل مكافأة ومبالغ مالية ضخمة..
وبعد 4 أيام فقط من هذه الخطوة بدأت تتسلم اتصالات من جنود تحالف الشمال وشيعة شمال البلاد وشرطة ومرور ومسؤولين ومواطنين عاديين يعرضون فيها تسليم ارهابيين “ملتحين” مقابل المال للرأس الواحد..
كانت هذه المنشورات التي ظهرت صور منها في صحف عالمية كثيرة تتضمن جوائز مالية تتراوح بين 5 آلاف و 10 آلاف دولار ووصل بعضها إلى 25 مليون دولار مقابل تسليم قادة الإرهابيين الكبار مع ضمان حق اللجوء والاستيطان في أمريكا والدخول في برنامج حماية الشهود..
وبسرعة كبيرة فقد نشط سوق النخاسة والمختطفين الأجانب والعرب خاصة في باكستان وافغانستان لدرجة أثارت دهشة الأمريكان أنفسهم ، ورغم علم المخابرات الأمريكية بحقيقة ما يجري وأن بعض المختطفين هم أبرياء وأسروا على الهوية وليس لهم علاقة بالقتال او الإرهاب وأغلبهم يعيش هناك او يعملون في مؤسسات إغاثية إلا أنها رأت القبول بالجميع لضيق الوقت وعجزها عن التفريق بينهم!!!
وفي كتابه “على خط النار” يقول الرئيس الباكستاني الأسبق برويز مشرف :
“استطاع عملاء المخابرات الباكستانية منذ هجمات 11سبتمبر القبض على مئات الإرهابيين بعضهم معروفون والبعض الآخر مشكوك في أمره، وقد اعتقلت قواتنا وحدها 689 إرهابيا ، سلمنا أمريكا 369 منهم مقابل ملايين الدولارات وبالتالي فعلى الذين يتهموننا بأننا لم نفعل مايكفي للقبض على الارهابيين سؤال المخابرات الأمريكية عن حجم المبالغ التي دفعوها حتى الآن !! ”
وحتى قبل ظهور هذا الكتاب لم يكن خافيا على الجميع والصحف أن القوات الأمريكية قبضت على عدد هائل من الارهابيين (حسب تصنيفها) من خلال رصد جوائز مالية مقابل تسليم كل “رأس”
ففي عام 2002 نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز تقريرا عن سوق المختطفين في باكستان جاء فيه :
“ولّم يكتف الباكستانيون بتسليم كل من يقع تحت أيديهم من العرب والأجانب بل عمدوا لإخفاء أوراقهم الثبوتية وإجبارهم على إطالة لحاهم ليبدوا أكثر شبها بالإرهابيين”
أما التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية فيقول إن ” الأجانب” الذين اختطفوا في باكستان وحدها كان طمعاً بالجوائز الأمريكية وشكلوا ثلثي عدد المعتقلين في معسكر “غوانتانامو”.
واستعرض التقرير نماذج لأسرى عرب اختطفوا من الشوارع دون تمييز وزج بهم في “شاحنات” مغلقة ثم انتهت بهم الحال في سجن غوانتانامو
ورغم أن المخابرات الأمريكية ترفض المشاركة في التقارير السنوية لمنظمة العفو الدولية كما رفضت التعليق على تقرير الفاينانشال تايمز حول سوق المطاردين في باكستان إلا أن ناطقاً بإسم البنتاغون رد حينها على الصحفيين بقوله : “برنامج الجوائز المالية كان فعالاً في القبض على الإرهابيين في تلك المناطق وحماية المواطنين الأمريكان من تكرار هجمات نيويورك ”
كان واضحا أن الأمريكان تعرضوا لعملية احتيال واسعة شارك بها آلاف الجهات والأشخاص في أفغانستان وباكستان ، ولكن كان من غير المفهوم إصرارهم ولسنوات على احتجاز “المختطفين” في سجن غوانتانامو ، فوفقًا لتقارير، إعلامية اعتقلت الولايات المتحدة أكثر من 779 شخصًا في معتقل غوانتانامو منذ افتتاحه في يناير 2002 ، ومن بين هؤلاء، تم تسليم العديد من قبل السلطات الباكستانية حيث احتجزوا دون تهم أو محاكمات عادلة وقضوا هناك عشرات السنوات .
وخلال السنوات الماضية قامت أمريكا بنقل العديد من سجناء غوانتنامو الى بلدان أخرى ، وتقلص عدد الباقين في السجن وفقا لصحيفة الواشنطن بوست الأسبوع الماضي الى 15 سجينا ، وهم من أفغانستان والعراق وليبيا وباكستان واليمن والصومال وإندونيسيا والسعودية، إضافة إلى فلسطيني وأحد ، وقد ألقي القبض عليهم من قبل القوات الباكستانية قرب الحدود الأفغانية عام 2001.
واستغربت صحيفة واشنطن بوست ترك 15 معتقلا في غوانتانامو بتكلفة تقدر بنحو 500 مليون دولار أميركي سنويا، أي نحو 33 مليون دولار سنويا لكل سجين ، ورأت أن ذلك يكشف عن مدى عبثية إبقاء السجن مفتوحا.