ترقب عالمي لموقف الاحتياطي الأمريكي حول «الفائدة» و«النتائج»

أبين ميديا /متابعات

يُختبر انتعاش الأسهم الأمريكية مع عقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اجتماعه الأول لعام 2025 خلال الأسبوع الجاري، مع ترقب المستثمرين لمدى إمكانية اتخاذ المزيد من قرارات خفض الفائدة، التي تدعم سوق الأسهم خلال الأشهر المقبلة، بالإضافة إلى نتائج الشركات الكبيرة، بحسب التقرير الأسبوعي لـ«رويترز» حول الأسهم الأمريكية.

وكانت الأسهم قد تراجعت عقب الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر، عندما خفّض المركزي الأمريكي توقعاته بشأن خفض أسعار الفائدة، استناداً إلى توقعات بارتفاع التضخم خلال العام الجاري 2025.
وبثت البيانات الحديثة، التي أظهرت تراجع التضخم الأساسي، حالة من الارتياح في «وول ستريت»، وأدى إلى ارتفاع الأسهم، حيث سجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» أعلى مستوى له على الإطلاق الأسبوع الماضي.

ومن المتوقع أن يعلن الفيدرالي عن وقف مؤقت لدورة التيسير النقدي، خلال بيانه المقرر صدوره يوم الأربعاء، بينما يركز المستثمرون على الإشارات التي قد تشير إلى إمكانية استئناف خفض الفائدة في المستقبل، وفقاً لأنجيلو كوركافاس، كبير استراتيجيي الاستثمار في شركة «إدوارد جونز».

وقال كوركافاس: «بالنظر إلى البيانات الأخيرة التي تشير إلى نشاط اقتصادي قوي فإن هناك توقعات واسعة بأن الفيدرالي ليس في عجلة من أمره لمواصلة الخفض حتى نحصل على بيانات تضخم أكثر إيجابية».

وضع الفائدة وأفق التوقعات

يقف معدل الفائدة الأساسي للفيدرالي حالياً بين 4.25 % و4.5 %، بعدما خفض البنك المركزي المعدل بمقدار نقطة مئوية كاملة العام الماضي.

وجاءت دورة التيسير بعد سلسلة من الزيادات، التي أسهمت في خفض التضخم من أعلى مستوياته في 40 عاماً، رغم أنه لا يزال أعلى من هدف الفيدرالي البالغ 2 %.

وتشير العقود الآجلة لأسعار الفائدة إلى توقعات بتخفيض إضافي بمقدار 40 نقطة أساس – أي ما يعادل تقريباً خفضين إضافيين – بحلول ديسمبر، وفقاً لبيانات شركة LSEG.

ويتوقع خبراء الاقتصاد في «مورجان ستانلي» أن يبقي رئيس الفيدرالي جيروم باول خيار خفض الفائدة في اجتماع مارس «مطروحاً على الطاولة»، وبحسب بيان أشاروا إلى «إذا كانت قراءتنا لتدفق البيانات القادمة صحيحة فإننا نعتقد أن الفيدرالي يمكنه التوقف في يناير مع الحفاظ على ميله نحو التيسير».

موقف البيت الأبيض وتأثير السياسات

على الجانب الآخر دعا الرئيس دونالد ترامب مؤخراً، مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة، رغم أن البنك المركزي يُتوقع أن يتوقف مؤقتاً عن أي خفض جديد.

وبدأت الأسهم العام الجاري 2025 بقوة، حيث ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنحو 4 % حتى الآن في يناير، بعد تحقيق مكاسب تجاوزت 20 % على مدار العامين الماضيين.

واستوعب المستثمرون هذا الأسبوع العديد من أنشطة ترامب مع بداية ولايته الثانية، بما في ذلك إعلانه عن استثمارات خاصة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وهو ما أدى إلى انتعاش واسع في أسهم التكنولوجيا.

ورغم ذلك فوجئ البعض بعدم اتخاذ ترامب خطوات فورية لفرض تعريفات جديدة على الواردات الأجنبية، وهي خطوة رئيسية متوقعة ضمن أجندته، قد تتسبب في تقلبات كبيرة في الأسواق؛ إلا أن الرئيس ما زال يهدد بفرض تعريفات واسعة، مما يبقي المستثمرين في حالة ترقب بشأن تأثيرها المحتمل على التضخم.

وقد تلعب احتمالية فرض التعريفات دوراً في رؤية الفيدرالي المستقبلية، بحسب لاري ويرذر، كبير الاقتصاديين في دايوا كابيتال ماركتس أمريكا.

وأضاف: «إذا ظهرت أي مؤشرات على أن الفيدرالي يتبنى موقفاً أكثر صرامة بشأن التعريفات، قد يؤثر ذلك سلباً على الأسهم بسبب ضغوط التضخم المحتملة».

تركيز على نتائج الأرباح التقنية

ومن المتوقع أن يتأثر أداء الأسهم الأسبوع المقبل بنتائج أرباح شركات التقنية العملاقة، حيث ستصدر تقارير كل من أبل، ومايكروسوفت، وميتا، وتسلا، وهي شركات تُعرف بـ«السبعة العظماء»، التي قادت مؤشر الأسهم للارتفاع خلال العامين الماضيين.

ورغم النمو القوي في أرباح هذه المجموعة مقارنة ببقية شركات مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، إلا أن قيمتها السوقية تعتبر مرتفعة، حيث يتم تداولها بمتوسط مضاعف ربحية متوقع يبلغ 43 مرة مقارنة بـ22 مرة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، وفقاً لبيانات شركة LSEG.

وقال مايكل رينولدز، نائب رئيس استراتيجية الاستثمار في «جلينميد»: «إذا بدأت هذه الشركات تواجه صعوبات في تحقيق توقعاتها العالية فلن نتفاجأ إذا تعرضت قيمتها السوقية لضغوط كبيرة».

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى