قرارات ترامب.. «تسونامي» يثير رعب العالم
أبين ميديا /متابعات /ليلى بن هدنة
لم يترك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العالم يأخذ نفساً، إذ افتتح عهده وهو يتوعد العالم بخريطة توازن جديدة بالتلويح بضم كندا وبنما وتهجير سكان غزة، كما قام بعاصفة تغييرات من القرارات والتوجيهات الاقتصادية التي أثارت الكثير من ردات الفعل الدولية، بدءاً بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية وتجميد العمل باتفاق باريس للمناخ وصولاً إلى تصويب عقوباته نحو كولومبيا بسبب رفض استقبال المهاجرين، ما أدى إلى تراجعها.
فيما تذبذبت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي في مواجهة مخاوف حرب تجارية أشعلتها تهديدات ترامب بفرض تعريفات جمركية، ويبدو أن مفارقات العام الجديد بدأت مبكراً وواضح أنها لن تتوقف، فهل الاندفاع المحموم في اتخاذ القرارات المهمة بهذه السرعة مخطط له للعلاج بالصدمة أم أنها فترة نشاط واندفاع مؤقت؟
خلط الأوراق
العالم بأسره كان ينتظر نتيجة السباق للمكتب البيضاوي، الذي يؤثر بدوره في مجمل سياسات الكوكب بكل المجالات، وكان يمكن تصور عودة ترامب رئيساً لأمريكا مجرد تغيير إداري في البيت الأبيض، بل هو إعادة خلط للأوراق في المسرح الدولي والمسرح الأمريكي.
وقد يعمد ترامب إلى إعادة تشكيله عبر بناء مؤسسات جديدة على حساب مؤسسات قديمة وقد بينت تغريدات الرئيس الأمريكي الجديد في أيامه الأولى في «تويتر»، ملامح واضحة للغاية، فهو يجسد مثالاً نموذجياً للشخصية المضطربة يصعب تحديد إن كان الأمر مجرد وعيد ويندرج في إطار سياسة حافة الهاوية أم أنه تصميم حقيقي على استخدام القوة.
لم يهدر ترامب أي وقت في أسبوعه الأول في تنفيذ تعهده بإعادة تشكيل نهج الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الهجرة بشكل جذري، ففي أول يوم له في منصبه، اتخذ ترامب عدداً من الإجراءات لتقييد الهجرة بشدة ودفع إلى تعزيز الوجود العسكري على الحدود وتجميد قوانين اتخذتها الإدارة التي سبقته.
ترامب لا يتغير
وغني عن القول أن العالم كان ينتظر ترامب يختلف كثيراً عن ترامب الذي كان إبان ولايته الرئاسية الأولى، إذ إنه قام سنة 2017 باتخاذ قرارات هزت أسس النظام العالمي متعدد الأطراف، من دون أن ينزع فتيل العديد من القنابل الموقوتة. وفي حملته الانتخابية، تجاهل ترامب الأسئلة عما إذا كان سيسعى للانتقام من منتقديه ومنافسيه بقوله إنه سيوحد البلاد من خلال النجاح.
قلق
وقد أظهر بعض الليونة في حملته الانتخابية وبعض الثقة والرزانة، ولكن عودته إلى الأفكار الممزوجة بتهديدات وتلويحه مجدداً بعصا الرسوم الجمركية ضد عدد من الدول الكبرى، ولا سيما منتجات دول منطقة اليورو، وخصوصاً ألمانيا التي تتمتع بأعلى فائض تجاري مع الولايات المتحدة.
وكذلك على السلع المستوردة من كل من كندا والمكسيك والصين بعثت إشارات قلق إلى دول العالم بما يرقى إلى حملة من «الصدمة والرعب»، بدأت عدة دول أوروبية تتحسس رأسها وأتت صريحة على لسان رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا بايرو إذ عد أن «الولايات المتحدة قررت اتِّباع سياسة مهيمنة على نحو لا يصدَّق من خلال الدولار، وعبر السياسة الصناعية، والاستحواذ على كل الأبحاث والاستثمارات». كما أكد الاتحاد الأوروبي أنه يستعد للرد حال استهدفته رسوم ترامب الجمركية.