مذبحة أثناء صلاة العشاء

أبين ميديا /متابعات

قتل الإرهابي الذي نفذ في 29 يناير 2017 هجوما مسلحا على مسجد تابع للمركز الثقافي الإسلامي بمنطقة كيبيك بكندا 6 مسلمين وأصاب آخرين كانوا تجمعوا لأداء صلاة العشاء.

 

 

أطلق المهاجم الإرهابي وهو شاب يبلغ من العمر 27 عاما ويدعى “ألكسندر بيسونيت” النار بدم بارد على المصلين من بندقية رشاشة وقام خلال العملية التي استغرقت بضع دقائق بتحميل سلاحه بالذخيرة ثلاث مرات. علاوة على ذلك صرخ الإرهابي بسخرية مرددا عبارة “الله أكبر”، وهو يطلق النار بعشوائية على المصلين.

 

التحقيقات أفادت بأن الإرهابي بيسونيت دخل المركز الثقافي الإسلامي الواقع في حي سانت فوي بمدينة كيبيك الكندية وكان مسلحا ببندقية ومسدسا، وأنه أطلق النار في البداية على مصلين في الطابق الأرضي من المبنى إلى أن نفذ الرصاص في مخزن سلاحه. خرج من المسجد وأعاد تحميل سلاحه وعاد مجددا إلى قاعة الصلاة في الطابق الثاني حيث واصل إطلاق النار على المصلين. من بين الضحايا أيضا نساء وأطفال كانوا في قاعة أخرى.

 

 

حاول بعض المصلين التصدي بأيديهم العارية للمسلح قبل فراره، فيما بحث آخرون عن ملجأ. هذا الهجوم الذي أكدت تقارير أن منفذه خطط له مسبقا، دخل التاريخ باعتباره واحدا من أشد الهجمات عنفا ضد المسلمين في الغرب.

 

بعد انتهاء المذبحة، غادر مطلق النار المسجد وحاول الفرار بسيارته من مسرح الجريمة، لكنه توقف بعد لحظات واتصل بهاتفه المحمول بخدمة الإنقاذ وأبلغها بأنه “ارتكب جريمة مروعة”، وبأنه “يريد إطلاق النار على نفسه”. بالنهاية استسلم الإرهابي لرجال الشرطة الذين وصلوا بعد وقت قصير من المكالمة.

 

أثناء المحاكمة، أقر القاتل بذنبه في أبريل 2018 بتهم القتل العمد في ستة جرائم قتل، ومحاولة القتل في ستة أخرى، ولم توجه إليه تهمة الإرهاب. حكم عليه بالسجن مدى الحياة من دون الحق في الإفراج المشروط لمدة 40 عاما. هذا الحكم وصف حينها بأنه الأقسى في تاريخ كندا.

 

تطور حدث في عام 2022، حين نقضت محكمة كيبيك العليا الحكم، وخفضت الفترة المحددة للإفراج المشروط إلى 25 عاما، مستندة في ذلك على عدم دستورية تجميع فترات الحرمان من الإفراج المشروط.

 

حاولت النيابة العامة في كندا استئناف هذا القرار أمام المحكمة العليا والإبقاء على الحكم الأصلي، إلا أن المحكمة أبقت على القرار الأخير في 27 مايو 2022.

 

 

جذور التطرف في سيرة القاتل:

 

تقارير أشارت إلى أن ألكسندر بيسونيت بدأ بتبني الأفكار المتطرفة في مرحلة المراهقة، وأصبح فيما بعد أثناء تلقيه تعليمه العالي في مجال العلوم السياسية والأنتروبولوجيا في جامعة لافال، ناشطا يمينيا متطرفا. كان خلال دراسته الجامعية يتحدث في العلن عن أفكاره وكرهه للأجانب. كان يرى أن مستقبل كندا تهدده الحركات اليسارية والنسوية والليبرالية، وكان يزعم أن “التوسع الإسلامي” في شكل لاجئين من الشرق الأوسط وإفريقيا العدو الرئيس لبلاده.

 

منفذ الهجوم على مسجد المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك، كان يعبر عن إعجابه بساسة مثل دونالد ترامب وجورج بوش الابن وجون ماكين وبنيامين نتنياهو، وكان أعرب في مواقع التواصل الاجتماعي عن تعاطفه مع الجيش الإسرائيلي والحركات المؤيدة لإسرائيل في كندا والولايات المتحدة.

 

قبل هذا الهجوم الدموي الذي وصفه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بأنه “عمل عنف لا معني له” وأنه “هجوم إرهابي على المسلمين”، كان الشاب يترك خلفه على شبكات التواصل الاجتماعي، تعليقات ساخرة حول اللاجئين والإسلام.

 

في أعقاب ذلك الهجوم الدموي، شهدت عدة مدن كندية مسيرات تضامنية مع المجتمع المسلم، كما أثار الحادث العنيف داخل كندا نقاشا واسعا حول الإسلاموفوبيا وضرورة تشديد قوانين مكافحة الكراهية. كراهية تنفلت بين وقت وآخر وتتحول إلى عنف أعمى تسيل خلفه دماء الأبرياء.

 

المصدر: RT

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى