المحضار .. إرث فني ينسى في حضرموت ::

ماهر باوزير

خمسة وعشرون عامًا مضت على رحيل الشاعر حسين أبوبكر المحضار، وما زالت كلماته تلهم الأجيال وتعكس روح حضرموت بطابعها الأصيل، ومع ذلك، تمر ذكراه هذا العام دون أي فعاليات فنية تليق بمكانته، وكأن المشهد الثقافي في حضرموت قرر أن يصمت أمام إرث رجل كان صوته شاهدًا على الحياة بكل تفاصيلها، من الفرح إلى الحزن، ومن الحب إلى الغربة، ومن النضال إلى الأمل .

المحضار لم يكن مجرد شاعر غنائي، بل كان ذاكرة حضرموت الحية، يحفظ في أبياته ملامح الناس، وملامح الأرض، وملامح الزمن، تجاهل إحياء ذكرى ربع قرن على رحيله يعكس خللًا في تقدير الرموز الثقافية، ويدفع إلى التساؤل عن مدى اهتمام المؤسسات الثقافية والفنية في حضرموت بهذا الموروث العظيم .

ربما تعكس الظروف الحالية، السياسية والاقتصادية، حالة التراجع في الاهتمام بالفن والموروث الثقافي، لكن هذا لا يعفي المثقفين والفنانين والجمهور من مسؤوليتهم تجاه هذا الإرث، فالمحضار لم يكن ملكًا لمؤسسة أو جهة، بل كان صوت الناس، وذاكرة وطن، وإحساسًا تجاوز الأجيال، لذا، من الواجب أن تبقى كلماته وألحانه حيّة، سواء عبر فعاليات رسمية، أو عبر مبادرات مجتمعية، أو حتى من خلال استعادة أعماله وتقديمها بطرق حديثة تحفظ له مكانته التي يستحقها .

رغم غياب الاحتفاء الرسمي، إلا أن المحضار لا يزال حاضرًا في وجدان الناس، في أغانيهم، في أمسياتهم، في ذاكرتهم، فالإبداع الحقيقي لا تمحوه السنوات، ولا يحتاج إلى مناسبة كي يبقى، بل يكفي أن يتردد صداه في القلوب، ليظل خالدًا كما كان دائمًا .

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى