الخروج من عوين الى البيضاء

كتب/شهاب الحامد

انطلقنا الى خارج السوق باتجاه البيضاء الى حيث يوجد مكتب استقبال الجنوبيين المحسوبين على (الزُمرة) أي جناح الرئيس علي ناصر محمد، وفي هذا المكتب يطلبون البطاقة الشخصية الجنوبية وتؤخذ منها المعلومات ومن ثم تسجل اسماء المجموعة في استمارة رسمية يحتفظ بها السائق الى البيضاء ويعطى هناك سند آخر بالاستلام لم نتأخر كثيرا ومشينا على بركة الله ولم نلحظ الا نقطتي تفتيش او ثلاث وبمجرد رؤيتهم للتصريح يشيرون لنا بالتحرك ماعدا نقطة اخيرة على مدخل مدينة البيضاء طلب مطابقة البطائق بالاستمارة والتأكد من انها تخصنا بالفعل وهكذا بتجاوزنا للنقطة الاخيرة تجلى لنا بياض مدينة البيضاء في بياض عمرانها ودورها حيث اوقف الشيخ حسين سيارته بجوار مبنى على تل صغير في مدخل المدينة وقال هذا مكتب امن البيضاء وفي هذا المكان يتم تسجيلكم وحصركم ومن ثم نقلكم الى معسكر السوادية عند اصحابكم وان شاء الله نحصل صاحبنا ونتخارج بسرعة.

نزلنا خلفه الى المكتب وكان يتنقل من شباك الى اخر ويسأل عن سالم المقص، واذا به في آخر شباك رجل قصير بشنب كثيف وسحنة اندونيسية وينادي بلطف: كم معك ياشيخ حسين؟ مد اليه بالاستمارة ويقول اصحابي اربعه وهذه اسمائهم، اخذها منه وطلب بطائقنا الشخصية ومعاينتنا واحدا تلو الآخر للمطابقة مع صورة البطاقة وما ان انتهى اخذ مستند وكتب فيه مايفيد بوصولنا حسب الوثائق ووقع عليه وختم ثم سلمها للشيخ حسين الذي ودعنا في ذلك المكان ومضى. رجعنا الى سالم المقص نطلب البطائق ونسأل ان بقي شي لم نستكمله بعد فقال: ابقوا هنا حتى يأتي المصوّر لانه مطلوب اربع صور شخصية للفرد، واذا اكتمل عدد الواصلين واجراءاتهم سيتم نقلكم جميعا في سيارة الجيش الى المعسكر. انتظرنا بجوار المكتب في الخارج نراقب الوفود الجنوبية القادمة تباعا الى نفس الشباك يسلموهم سالم المقص ويأخذوا اخلاء طرف وعلى هذا الحال.

كنا متفقين منذ البداية بالّا نذهب الى معسكر السوادية ولو أردنا العسكرة لعدنا الى وحداتنا ووفرنا على انفسنا واهلنا المال والتعب كما وانه قد سبقنا بمدة قصيرة بعض الاخوة ومروا من البيضاء الى صنعاء دون التوقف في المعسكر .

المكان مفتوح تقريبا الا من سياج حديدي قصير يسهل تجاوزه ببساطة لكن ليس هذا مايشغلنا الاشكال بطائقنا الشخصية عندهم ويستطيعوا احضارنا في أي وقت ومن أي مكان نذهب اليه او قد يمنعنا من التنقل او استصدار أي تصريح فيما بعد من هذا المكان بسبب خروجنا بهذه الطريقة وهكذا كنا نعتقد طالما والجميع ملتزم بالجلوس امام المبنى في انتظار المصور ومسؤول التفويج، في هذه الاثناء اقبل علينا وجه مألوف كنا نراه يوميا في معرض شركة التجارة للإليكترونيات فرع زنجبار ابين واعتقد اسمه الخضر سلم علينا واستأنسنا به وسألناه عن وضعنا والى اين سنتجه، فقال الدنيا بخير وانا قد جيت قبل ايام ومنتظر بعض من اصحابنا بايوصلوا اليوم بانسجلهم هنا وبانمشي السوادية مع بعض، قلنا مافي حل آخر غير المعسكر؟ قال حتى اذا رحتوا عند اصحابكم باترجعوا المعسكر لانكم باتحتاجوا مصاريف بعدين وفي المعسكر بايسجلوكم كل واحد برتبته العسكرية او وظيفته المدنية وباتستلموا رواتب وبعدين سهل باتخرجوا أي مكان تريدوه.
رجعنا ورزّينا الحبية من جديد وذلحين كيف؟ قال ناصر صالح: اليوم جرّونا من هنا باننزل السوق وبانسأل على رباط الهدار وين وهناك بانقرر عجبنا الصوت والا رجعنا وقدنا مع الجماعة وهكذا اجمعنا على هذا الرأي وبالفعل نزلنا الواحد تلو الاخر والخضر ينادي (عيله وين تبوا)؟. قلنا قريب بانتصل تلفون وبانرجع.

مشينا قليلا باتجاه السوق واذا بخالد عمر المسبحي وهو من زملاء دار المعلمين بابين ، سلمنا عليه وبرفقته شاب آخر وكان خالد مذعورا ويقول وش جابكم امبيضاء ؟؟ قلنا معد حد في البلاد الا احنا خلنا نلحق بكم، كان الشاب الاخر يجره من يده بقوه ويبعده عنا ونحن نشده الينا ونطلب منه التريث حتى نطمئن على صاحبنا وقد يدلنا على الرباط، لكن هذا الشاب تمنع واخذه وهو يردد ابعدوا لا تجيبوا لنا مشاكل .

تركناه وابتعدنا ونحن لانعرف ماحل بالمسبحي ولا الى اين يجره صاحبه ، وصلنا الى السوق وسرنا في اطرافه حتى قابلتنا (منجرة) وكان صاحبها يبدو عليه الصلاح ويظهر ذلك من لحيته الخفيفة والكوفية البيضاء وشاب يرتدي اخرى يجلس بجواره ، وكانت هذه اشارة مطمئنة من ان الرجل سيدلنا الى حيث نريد ، وبالفعل ما ان سلمنا عليه وسألناه عن الرباط تهلل وجهه وقال اهلا باهل الجنوب تفضلوا .. دخلنا الى المنجرة واجلسنا على مرابيع خشب مرصوصة بالداخل وقال انتم الان في امان الله وضيوفي اليوم وبعدين بانوصلكم الرباط واعتذرنا باننا مسافرين اليوم الى صنعاء ونريد الرباط لزيارة بعض اصحابنا ، فطلب منا الانتظار لشرب القهوة وحتى ياتي احد لياخذنا معه ، شربنا قهوته مع مرور رجل ضرير يقوده ولد صغير فاستوقفهم وطلب منهم ان يوصلونا معهم الى الرباط، فقال الاعمى: الحبيب محمد مسافر السعودية وبايرجع بعد اسبوع !. فقال له الجماعة ضيوف من الجنوب انته وصلهم عند الحبيب حسين وماعليك.
قال الاعمى: الحبيب حسين مايقابل احد !.

يتبسم صاحبنا متعجبا من امر هذا الضرير الذي لا يريدنا ان نلحق به وفي النهاية قال اتبعوهم وباتوصلوا وهناك اسالوا على الحبيب حسين وبايدلوكم عليه ، سرنا بعده بمسافة حتى ادخلنا الرباط وهناك سألنا عن الحبيب حسين ورافقنا احد المدرسين الى مكتبه في الاعلى وتقدم المرافق بالدخول لطلب الاذن ، حيث كان الحبيب مشغولا مع بعض المدرسين وما ان سلمنا عليهم توقف ليسلم علينا ويرحب بنا خير ترحيب واجلسنا بجواره ثم اعتذر لينهي عمله وكان ان طلب من المدرسين العودة قبل العصر ، وهكذا اعاد الترحيب بنا وطلب الا يدخل عليه احد حتى ينظر في امرنا.

سألنا عن اسمائنا ومن اين نحن؟ فاخبرناه اننا من احور ، فقال قبل اسبوع كان عندنا واحد من آل الحامد وابن الحبيب محمد المشهور والثالث من ابناء السلاطين في احور ، فقلت نعم الاول والثاني اخوة لنا وهذا شقيق ابن السلاطين في احور وكنت اشير الى الاخ ناصر صالح مهدي.

تعجب الحبيب حسين من هذه المصادفة وكيف اننا اهل واقارب ولم ندخل البيضاء معا او اننا فعلنا ذلك كأخوة يوسف !.وكيف انه يرافقنا احد ابناء السلاطين كما فعل اخوه في الاسبوع الماضي وهل هذا من العادات او التقاليد او الاعراف عندنا في الجنوب ؟!.
فقلت لا هذه ولا تلك وكلها مصادفة عجيبة لم نتنبه لها كلنا الا الان ومع هذا فمجتمعنا في الجنوب قد ترك هذه المسميات والصفات الاعتبارية ولا أحد يهتم لها وكذلك الحال والعادات والتقاليد والاعراف.

اخبرناه باننا تركنا بطائقنا في مكتب الامن واننا لانريد الذهاب الى السوادية فاخذ التلفون واتصل يسأل عن سالم المقص ، وبدأ الحديث معه عن كيفية مرور الجنوبيين الى صنعاء؟ الى ان اخبره باسمائنا واننا كنا عنده وبطائقنا مازالت بحوزته ، قال انه يقول انهم اخروا سيارة المعسكر في انتظاركم لانهم اخبروهم بانكم باتتصلوا تلفون وباترجعوا لكنهم تحركوا وبامكانكم اللحاق بهم بكره ، كان ينقل كلام المقص وكأنه ينتظر الاجابة النهائية منا فأكدنا عليه ان المطلوب تصريح مرور الى صنعاء الا اذا في الامر احراج فلا بأس من العودة الى سالم المقص ، وهكذا عاد مواصلا حديثه: المهم الجماعة موجودين عندنا وهم ضيوفنا وضيوفك وهذا اقل واجب نقدر نعمله معاهم ، شف ايش المطلوب منهم واعطنا الرأي يا سالم .

فكان الرأي ان نذهب الى مكتب الامن الخاص بالجنوبيين في البيضاء ونأتي بتصريح من علي لخشع وهو القائم بشغل هذه المهمة ونذهب به للتعميد من عند المقص.

قال تعرفوا (لخشع)؟ ، قلنا حق المعرفة ؟
قال الان اقترب وقت اذان الظهر وانتم ضيوف وللضيف علينا واجب ولا حاجة لكثرة الاسئلة الان وموضوعكم بانشوفه العصر باذن الله ، ادخلوا ارتاحوا وبعد العصر يصير خير ، التفت الى الباب وسال احد الموجودين في الممر اين صالح المحويتي ، فاقبل اليه شاب متواضع وعلى خلق فقال له افتح الغرفة ( للحبايب ) واكرموهم وغدوهم في غرفتهم ولا تزعجوهم .

قمنا نسير خلف صالح المحويتي الذي يسابقنا لفتح باب غرفة صغيرة مجاورة لا تبعد كثيرا عن المكتب واهم ما فيها انها دافئة ولم يخالطنا فيها احد ، انصرف المحويتي متراجعا الى الخلف ويبدو ان ذلك كان تأدبا واحتراما معنا، واقترب ناصر صالح الى بن عيمشه وسأله : شي سمعت شي ؟، فرد عليه: خلّها على الله اليوم قدنا حبايب ، واخذنا معه في نوبة ضحك افتقدناها كثيرا منذ مغادرتنا احور ولم يفسدها علينا الا قرع باب الغرفة وكان ذلك المحويتي يستأذن للدخول ، فبدأ وهو يحمل اناء كبير فيه ماء ووضعه وسط الغرفة واخذ يشمّر اكمام ثوبه الابيض وقال مبتسما : العفو ياحبايب بانعلمكم الوضوء !.

نهضنا في حالة استعداد وانستنفار كل في اتجاه وثارت الثائرة على المحويتي ، قلت له من كلفك بهذا العمل؟ انته وحدك او من الحبيب حسين ؟.
اما نحن نعرف الوضوء والصلاة قبل ان نأتي الى هنا .. انصدم من وثبتنا السريعة وصراخنا عليه ، وتلعثم المسكين ولم ينطق بكلمه عندنا اخذنا نحرض بعضنا على المغادرة من المكان واصواتنا تعلو ، اليوم ياشباب خرجنا ، وبن عيمشه يحمش من هناك :(قد قلنا لكم بابور سالم المقص احسن لكنكم تبو الجعجعة).

ظهر شاب آخر على الباب وسأل المحويتي؟ فاخبره بارتباك بالذي حصل فعاد الشاب يعتذر ويطلب العفو وكذلك المحويتي عن سوء فهمه وتصرفه لكننا اخبرناه بمغادرتنا في الحال فرجع الى المكتب ليخبر الحبيب حسين الذي سبقهم بالنزول للصلاة في المسجد وعاد الشاب يعاتب المحويتي بلطافة هكذا : الله يهديك ويصلحك يا صالح ما حصلت الا الحبايب تعلمهم الوضوء ؟ واتجه الينا وقال هذا مسكين وعلى نياته ما يقصد يجرحكم ، اتركوا الموضوع علي وانا اعتذر لكم نيابة عن الجميع وكلام كثير لا اذكره لكننا هدأنا ولم نزد في الحديث معه.

صعدنا بعد الصلاة الى الغرفة ولحقونا بالغداء اثنين من الطلبة وجلسنا سويا على مائدة دسمة كانت كافية لتأخذنا في قيلولة الى العصر، وبعد الصلاة التقينا الحبيب حسين في المكتب ووجدنا عنده 3-4 مخزّنين وكان بالنسبة لنا منظر غير مألوف ان يكون رجل دين معمم ومخزن وهم بالمقابل ينظرون الينا باستغراب لان شعورنا كثيفة ومنظرنا ليس كطلبة الرباط ،لكننا سرعان مافهمنا ان القات في البيضاء والشمال عموما امر ضروري ولا ينكره احد كما وانهم نصحونا بان نغير شكلنا وان نحلق رؤوسنا ونرتدي المعوز البيضاني والعمامة مثل اهل البلد او الكوفية البيضاء حتى لا نلفت الانتباه في الرباط وخارجه .

قال تحركوا الان الى عند لخشع من شان نلحق المقص للتعميد ، واشار لواحد بجواره ليأخذنا بسيارته الى المكتب وهكذا مشينا مسافة قصيرة واشار علينا بالمبنى وما ان دخلنا الى طرف الحوش كان الاخ علي ناصر لخشع ينزل من الدور الثاني باتجاهنا وخلفه المرحوم عبدالله علي صران الشمعي يحمل شنطة دبلوماسية سوداء ، سلمنا عليه ولم يتذكرنا سريعا لكن صرّان تهلل وجهه فرحا لرؤيتنا وعرفه بنا واعتذر الينا وقال (بالحنب وبالنشب مع الشيبان) وعادني الان طالع الى صنعاء وباروح بيت السيد مهدي وايه باقول لوسألوني عليكم .

اخبرناه بشأن تصريح المرور وقال اطلعوا وانتظروا لما يجي(خالد) وبايجهزه لكم اليوم ، انتظر في سيارته بينما صران رافقنا لأعلى وكلم واحد اعتقد من ابين بان يكلم خالد ان يعمل لنا رسالة رسمية لان الاخ لخشع يريدنا نلحق به صنعاء لأمر هام.

انتظرنا حوالي ربع الساعة ولم يأت احد فقال الاخ الابيني ايش رأيكم تعطوني اسمائكم وصوركم وعندما يرجع خالد بايكتب التصريح لان الاوراق الرسمية والختم في مكتبه ومانقدر نعمل لكم شي حتى يرجع والافضل ترجعوا بكره الصباح لان اصحاب الامن مايشتغلوا العصر.

كتبنا له الاسماء ووعدناه بالصور لاحقا في المساء ، وعدنا الى السيارة وبها الى الرباط وابلغنا الحبيب حسين بما صار فقال انزلوا الان احلقوا وغيروا ملابسكم وتصوروا ونحن بانأخذ الصور اليهم ، نزلنا الى السوق في الحال وبدأ لنا سوق مدينة البيضاء كبيرا وجميلا ومزدحما وفيه الكثير من السلع والبضائع المتنوعة ، ابتدينا بالحلاقة ثم اتجهنا الى اول محل ملابس واخذ كل واحد (معوز وشميز وكشيدة) وتقريبا كانت متشابهة الى حد ما الا من اختلاف بسيط في الالوان لكننا عدنا فرحين الى الرباط بكسوتنا الجديدة وباننا انجزنا عمل واقتربنا من صنعاء كما كنا نتمنى.

تفرقنا في حمامات المسجد لكننا لم نستطع الغسل لبرودة الماء الشديدة ، وهكذا اكتفينا بالوضوء وعلى مضض والحقيقة كان هذا الموضوع مزعج لنا جدا مما اضطرنا لامساك الوضوء من الظهر او العصر في احسن الاحوال الى العشاء، فقد كانت توجد امام مدخل المسجد في الرباط (هجرة) مملوءة ماء بارد وهي عبارة عن حفرة مستطيلة بعمق 10سم تقريبا يمر بها الداخل لتغسل قدميه قبل ان يصل الى المسجد، هذه الهجرة كانت بالنسبة لنا هما كبيرا نفكر فيها كلما هممنا بالخروج لأمر ما لأنها بعد ان تطأها الاقدام تحفز على الاستنجاء وتجديد الوضوء ، ولا حل لتجاوزها الا أن نأتي مسرعين من الخارج ونقفز الى الضفة الاخرى ونفس الشي عند الخروج وهكذا حتى اننا اضفنا شي من المرح لكبار السن في الرباط عندما يتجمعون لرؤيتنا نتسابق على القفز وربما في انتظار من يسقط في هذه الهجرة ، لكننا بهذه الحركة نعتقد اننا سجلنا اعتراضنا على مثل هذه الهِجَر خصوصا في المناطق الباردة.

خرجنا بهيئتنا البيضانية الجديدة للتصوير وبقينا في السوق نتجول الى قبل اذان المغرب وعدنا بالصور وسلمناها للسائق الذي بدوره اوصلها الى الابيني في مبنى الامن الجنوبي.
دخلنا المسجد لصلاة المغرب وبعد الصلاة قالوا اذا تحبوا تجلسوا معنا للراتب وتستمعوا لحلقات الذكر وجلسنا معهم وربما قد الفنا شيئا من ذلك في بلادنا لكنها ليست بهذا الحجم ولا الكيف فما الفناه في هذا الوقت قراءة راتب الحداد وحزب القرآن وهذا مانراه لكن بشكل اوسع وجمع اكبر وحلقات تحفيظ ودروس للمبتدئين في زاوية نائية حيث كانت صلاتنا وجلوسنا بالقرب منهم ، وهكذا حتى صلاة العشاء وبعدها عدنا الى غرفتنا الدافئة اذ لم يعد لدينا ما ننشغل به سوى وجبة العشاء وانتظار الصباح.

في الصباح 27/ابريل/1986م وبعد وصول الحبيب حسين الى المكتب قدمنا اليه في انتظار الاخبار من اصحاب الامن وفي الاثناء اخذنا في دردشة عن صنعاء وما تحويه من فنون وحضارة وتاريخ وما الى ذلك حتى وصل الى سؤالنا اين سننزل في صنعاء وعند من ؟ واخبرته بان خالي يسكن في صنعاء ومعنا رقم تلفون بيته ، قال عندهم خبر انكم هنا ؟ قلت لا لم نتصل بعد ، فطلب الرقم مني ليتأكد من سلامة الرقم واخبارهم اننا في البيضاء وسنتجه إليهم اليوم.

اتصل مرة وأخرى وثالثة ولا مجيب ولا ندري ان كان الخطأ في كتابتنا للرقم او انه رقم قديم وليس في الخدمة ، وهكذا وجدنا انفسنا في ورطة كيف سنذهب صنعاء ولا نعرف عنوانا ولا رقم هاتف.
حاول الحبيب الهدار الاتصال بالعديد من معارفه في صنعاء وهكذا من اتصال الى اخر حتى وجد رقم لمكتب التجمع القومي الذي كان يرأسه محمد علي هيثم واتصل بالمكتب ورد عليه احدهم واخبره ان السيد مهدي حاليا في القاهرة وبيته معروف وانه يمكننا المجي الى المكتب وسيأخذوننا اليه في أي وقت وكان هذا الرقم والعنوان محفزا ومطمئنا بشكل كافي.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى