صدام لبناني أمريكي على الطاولة.. نزع السلاح أولاً

أبين ميديا/ متابعات /وفاء عواد/بيروت
وسط التحديات التي يواجهها العهد والحكومة الجديدة في معركتهما الدبلوماسية لحمل إسرائيل على الانسحاب من النقاط التي لا تزال تسيطر عليها جنوباً، أبلغت نائبة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، المسؤولين اللبنانيين الذين التقتهم في بيروت، أن لا مساعدات للبنان قبل أن تبسط الدولة سلطتها الكاملة وتنزع سلاح حزب الله، وأن اتخاذ القرارات اللازمة المتصلة بتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، ينقذ لبنان من أن يكون ساحة لحرب تدور على أراضيه وتستعر في المنطقة.
كما نقلت أورتاغوس إلى المسؤولين اللبنانيين رسالة مفادها أن تطبيق القرار 1701 واتفاق وقف النار من قبل بيروت جيد لكنه بطيء، ولا بد من استعجال عملية تسليم «حزب الله» سلاحه، لأن الفرصة المتاحة اليوم للبنان ليست مفتوحة.
ووسط تصاعد عمليات الاغتيال بالهجمات الجوية التي عادت إليها إسرائيل، في مؤشر تصعيدي لم يثرْ أي اعتراض أمريكي، وغداة مرور شهرين على زيارتها الأولى لبيروت، قصدت مورغان بيروت مجدداً، حيث التقت الرؤساء الثلاثة، جوزف عون، ونبيه بري، ونواف سلام، وأجرت معهم محادثات وصفت بـ«الدقيقة والحذرة والصعبة»، مزودة بتعليمات بدت شديدة اللهجة من إدارة ترامب، وفق ما تردد من معلومات، إذْ رمت الموفدة ورقتي الضغط بسلاح «حزب الله» واللجان الدبلوماسية على الطاولة اللبنانية، فيما لبنان الرسمي أعلن تمسكه بالضغط على إسرائيل للتقيد باتفاق وقف إطلاق النار، والانسحاب من النقاط الخمس التي تسيطر عليها جنوباً والإفراج عن الأسرى، مع رفضه اللجان المقنعة بالدبلوماسية وإحالة سلاح «حزب الله» إلى الاستراتيجية الدفاعية.
وفي المعلومات أيضاً، أبدت أورتاغوس عدم ارتياحها لموقف ليس فيه مهلة لنزع السلاح، ولا سيما أن لبنان يرى أن هذا القرار يستلزم وقتاً وآليات، الأمر الذي رأت فيه مصادر مطلعة إبقاء البلاد في دائرة النيران الإسرائيلية.
مهمة أورتاغوس
وشكلت زيارة أورتاغوس لبيروت البند الأول في جدول الأعمال السياسي، إذْ وبمعزل عما حملته في جعبتها، وما طرحته على كبار المسؤولين في لبنان، فقد سبقتها سلسلة تكهنات أدرجتها في خانة الضغط الشديد على لبنان في ملف نزع سلاح «حزب الله»، واستندت في ذلك إلى ما صدر في الأيام الأخيرة من مواقف أمريكية متشددة، سواء من أورتاغوس أو غيرها من المسؤولين الأمريكيين، حول تأكيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، في موازاة خرق إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار وتفلتها من القرار 1701، والاعتداءات الإسرائيلية اليومية والاغتيالات التي طالت الضاحية الجنوبية قبل أيام، وكذلك مطالبة الحكومة والجيش اللبناني بنزع سلاح «حزب الله»، وإعلان الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، أن واشنطن تشجع المفاوضات بين لبنان وإسرائيل.
صدام
وفي مقابل تمنع أورتاغوس عن التصريح، أكدت مصادر مطلعة لـ«البيان» أن الصدام اللبناني الأمريكي ظهر على طاولة المحادثات التي أجرتها الموفدة الأمريكية مع المسؤولين اللبنانيين بعدما زارت إسرائيل. ذلك أن أورتاغوس حملت في جعبتها شروطاً بات لبنان على دراية بها، وهو ما أكدته مصادر لـ«البيان»، حيث أشارت إلى أنه من الخطأ تحميل الزيارة أكثر مما تحتمل. وأكدت مصادر أخرى، أن أورتاغوس كانت، كعادتها، صريحة ومباشرة، إذْ طالبت لبنان بتنفيذ ما تعهد به، ولا سيما بالنسبة للالتزام بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته.
أولوية
ولعل اللافت في هذا السياق، ما كشفته مصادر رفيعة المستوى لـ«البيان»، عن اطلاع جهات مسؤولة على مضمون تقرير دبلوماسي غربي يركز على أن أولوية الإدارة الأمريكية في هذه المرحلة هي نزع سلاح «حزب الله»، وانخراط لبنان في مسار مفاوضات مع إسرائيل، وصولاً إلى ترتيبات تعزز الأمن والاستقرار بصورة دائمة على جانبي الحدود.
علماً أن موقف لبنان ثابت ومعروف حيال كل ما يطرح، ولا سيما لجهة التزامه الكامل باتفاق وقف إطلاق النار وبمندرجات القرار 1701، وبتنفيذ كل ما هو مطلوب منه لإنجاح مهمة الجيش وقوات «يونيفيل» في منطقة جنوبي الليطاني.. أما موضوع السلاح، فمصيره مرتبط بالحوار الذي يجب أن يحصل حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع