حضرموت هواها جنوبي

كتب : صالح فرج
البعض يصر، ويدغدغ المشاعر ويتحدث عن حضرموت وأهلها بشعارات ومصطلحات تؤكد عظمة وكبر حضرموت.. وهو حق يراد به باطل.. ويختزل حضرموت الكبيرة أساسا بأهلها في فئة محددة هي التي تحاول إدارة صراع لمصادرة حضرموت والهروب بها..
لأولئك نقول حضرموت أكبر منكم بكثير ولن تختزلها فئة ولن تمثلها قبيلة، ولن تأتي بها ثلّة على حساب الغالبية والسواد الأعظم من شعبها..
لقد قالت حضرموت وكررت مرارا أنها جنوبية ، ولن تذهب ولن تغرّد بعيدا عن سربها الجنوبي.. كما أنها ضمن الجنوب رقما فعليا في كل المعادلات وبالأساس العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ..
من يهربون من هذه الحقائق هم جزء من فئة لهم مآربهم الخاصة التي تمثل جزءا يسيرا جدا من تلك الفئة الحضرمية ولا تمثّل كل تلك الفئة بل تستغل الظروف وتحاول الظهور لا أكثر ولا أقل لتجني مصالح آنية لها وحدها..
هناك منهم من يردد أننا جربنا الانضمام جنوبا وشمالا لدغدغة المشاعر متناسيا أن الحضارم قد لفظوا أوضاع حقبة ماقبل 1967م وثاروا عليها، ولن تعود تلك الحقبة مهما كانت الأحلام والآمال..
ولو كان في تلك الحقبة خيرا لحافظ عليها الأجداد والآباء وحموها بحدقات أعينهم..
ولو كان لدى القائمين على زعزعة الأوضاع في حضرموت اليوم ميول لحلحلة أوضاعها فعلا وإصلاحها فيمكنهم القبول بالخروج والتخفُّف أولا من اليمننة ومن ثم الإنفراد مستقبلا بالجنوب كونهم سيصبحون ممثلين بأكثر من الثلث فيه ..
ولكون المماحكات الحالية التي نمر بها يديرها من لا يريدون الخير أن يثمر فهم يتبنون خطًا لا يؤدي إلا إلى الإرتماء في أحضان باب اليمن مرة أخرى؛ ليس لحضرموت وحدها بل رمي كل الجنوب، وهو ما لن يسمح به شعب الجنوب أبدا