إسرائيل تحكم سيطرتها على «موراج» وتتوسع في التهام غزة
وفد «حماس» إلى القاهرة.. والسيسي يشدد على ضرورة بدء إعمار القطاع من دون تهجير سكانه

أبين ميديا /متابعات /وكالات
لا تزال غزة بين الألم والأمل.. ألم تجسده غارات لا تتوقف على رؤوس المدنيين.. وأمل في وقف حرب ضروس أهلكت الأخضر واليابس معاً، وفيما كشفت إسرائيل عن اعتزامها التوسع لالتهام معظم أراضي القطاع، وسيطرتها على محور موراج، توجه وفد من «حماس» إلى القاهرة لإجراء محادثات بشأن الهدنة، بينما شددت مصر على ضرورة بدء إعمار القطاع من دون تهجير سكانه.
وأعلنت إسرائيل، أمس، أن قواتها أحكمت سيطرتها على محور رئيس في جنوبي قطاع غزة، وأنها ستوسع هجومها ليشمل معظم أراضي القطاع. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان خاطب فيه السكان الفلسطينيين: «قريباً ستتكثف عمليات الجيش وستتوسع لتشمل مناطق أخرى في القسم الأكبر من غزة.. وعليكم إخلاء مناطق القتال».
ودعا كاتس، الفلسطينيين إلى الإطاحة بـ«حماس» وإطلاق سراح جميع الرهائن قبل أن يوسع الجيش نطاق عملياته. كما أعلن كاتس أن الجيش الإسرائيلي أحكم سيطرته على محور موراج الواقع بين رفح وخان يونس في جنوبي قطاع غزة
. كما قال الجيش الإسرائيلي، إنه أكمل تطويق مدينة رفح، تزامناً مع عمليات إجلاء واسعة النطاق للسكان، مضيفاً: «خلال اليوم الأخير، أكملت قوات الفرقة 36 تطويق رفح وأسست محور موراج الذي يقسم جنوبي قطاع غزة بين لواء رفح وخان يونس».
وفيما أعلنت حركة حماس استهدافها مستوطنة نير إسحاق جنوبي إسرائيل بصواريخ قصيرة المدى، قال الجيش الإسرائيلي، إنه اعترض 3 مقذوفات عبرت إلى الأراضي الإسرائيلية بعد إطلاقها من جنوبي غزة.
وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان: «بعد إطلاق صافرات الإنذار قبل قليل في مناطق مفتوحة قرب قطاع غزة، قامت القوات الجوية باعتراض 3 مقذوفات تبين أنها عبرت إلى الأراضي الإسرائيلية انطلاقاً من جنوبي غزة.. لم يسجل وقوع إصابات».
سياسياً، أعربت حركة حماس، عن أملها في إحراز تقدم حقيقي في المحادثات المقررة في القاهرة، للتوصل إلى هدنة في القطاع. وأعلن مصدر مطلع، أن وفداً مؤلفاً من قادة كبار في الحركة من المقرر أن يصل إلى القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين حول الهدنة.
وقال المصدر مشترطاً عدم الكشف عن اسمه: «نأمل أن يحقق اللقاء تقدماً حقيقياً للتوصل لاتفاق لوقف الحرب ووقف الغارات وانسحاب إسرائيل»، مشيراً إلى أن الحركة لم تتلق أي اقتراحات جديدة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وأن الاتصالات والمباحثات التي يجريها الوسطاء ما تزال جارية.
وأكدت حماس أن المعادلة التي يقبلها العالم ويرفضها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، واضحة وتتمثل في إطلاق سراح الأسرى مقابل وقف الحرب، محذرة من أن كل يوم تأخير في التوصل لاتفاق لتثبيت وقف النار يعني مزيداً من القتل للمدنيين الفلسطينيين العزل، ومصيراً مجهولاً للأسرى. كما نشرت «حماس»، أمس، مقطع فيديو يظهر رهينة إسرائيلياً على قيد الحياة ويتحدث إلى الكاميرا، موجهاً انتقادات للحكومة الإسرائيلية بسبب عدم إنقاذه حتى الآن.
بدء إعمار
إلى ذلك، ذكرت الرئاسة المصرية، أمس، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، شدد خلال اجتماع مع نظيره الإندونيسي، برابوو سوبيانتو، في القاهرة، على ضرورة بدء عملية لإعادة إعمار قطاع غزة من دون تهجير سكانه، وصولاً إلى حل شامل ودائم للقضية الفلسطينية. وقال الناطق باسم الرئاسة، محمد الشناوي، في بيان، إن السيسي استعرض خلال الاجتماع الجهود المصرية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية.
وأضاف: «تم التأكيد على ضرورة بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة من دون تهجير أهالي القطاع، وصولاً إلى حل شامل ودائم يستند إلى مبادئ الشرعية الدولية ويضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لحدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم والأمن والاستقرار في المنطقة».
تهجير قسري
على صعيد متصل، قالت الناطقة باسم المفوض السامى لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، رافينا شامداسانى، إن إصدار القوات الإسرائيلية لأوامر الإخلاء المستمرة أدت إلى تهجير الفلسطينيين في غزة قسراً إلى مساحات متناقصة، حيث لا تتوفر لهم سوى فرص ضئيلة أو معدومة للحصول على الخدمات الأساسية.
وأكدت شامداسانى بمؤتمر صحفي في جنيف، أن التهجير الدائم للسكان المدنيين داخل الأراضي المحتلة يرقى إلى مستوى النقل القسري، ما يعتبر انتهاكاً جسيماً لاتفاقية جنيف الرابعة وجريمة ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي، لافتة إلى أن الضربات العسكرية الإسرائيلية مستمرة في جميع أنحاء غزة من دون ترك أي مكان آمن. وشددت شامداسانى، على أن توجيه هجمات متعمدة ضد مدنيين غير مشاركين مباشرة في الأعمال العدائية يعد جريمة حرب.
دعوات
كما دعت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، إلى اتخاذ إجراءات فورية لمنع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة. وقالت مديرة الاتصالات في الوكالة، جولييت توما، إن جميع الإمدادات الأساسية تنفد في غزة، مشيرة إلى أن هذا يعني أن الأطفال الرُضع، سيذهبون إلى النوم جائعين.
وأضافت إنه بعد 6 أسابيع من الحصار كادت المخزونات الغذائية تختفي، وأغلقت المخابز، والجوع ينتشر، ويلزم اتخاذ إجراءات فورية لمنع الأزمة الإنسانية المتفاقمة، على حد قولها.