كذب الإبل !

كتب–ايمن امين

رغم اختلاف الثقافات بين الشعوب إلا أن الأمثال الشعبية تكاد تكون سمة مشتركة بينهم ، فلكل شعب مجموعة من الحكم والأمثال التي تعبر عنه وتعتبر لسان حاله بين المجتمعات في العديد من المواقف المختلفة ، ولعل هذا المثل من أكثر الأمثال المتداولة في مجتمعنا العربي الذي عرف الرعي طريقه منذ القدم

فالإبل جزء لا يتجزأ من حضارتنا الرشيدة ، فعليها شبنا ولها ركبنا ، ومن المعروف عن الإبل تحملها الشديد للجوع والعطش ، ولكنها لسبب ما ارتبطت بالكذب ، فحينما يبالغ أحدهم في الكذب وإدعاء الباطل يقال له : إنك كاذب كذب الإبل ، فلما ارتبط الكذب بالإبل ؟! قصة المثل : تقول الروايات أنه عند خروج البدو في الصحراء ومعهم الإبل ، كانوا كثيرًا ما يفتقرون إلى وجود الأكل والعشب ، ولكنهم كانوا يفاجئوا أحيانًا بأن الإبل تحرك فمها يمينًا ويسارًا ، فيظنوا بذلك أنها وجدت العشب وتأكله ، والحقيقة أن تحريك الفم لدى الإبل ما هي إلا عادة اعتادت عليها ، فأوهمت بذلك أصحابها أنها تأكل ، وهي في الأصل ذات فم فارغ ، ومعدة خاوية

ومن هنا نعتها البدو بالكاذبة لأنها تظهر عكس ما تخفي بتحريك فمها ، ويضرب هذا المثل دائمًا في الشخص الكاذب الذي لا يُعرف زيفه من صدقه ، ويشتهر بذلك عند من حوله ، ولشدة مبالغته في تضليل الغير وإدعاء الكذب شبهوه بالإبل

وبتلك الامثال الشعبية نتدارك واقعنا المتماثل والتعايش معه بأسلوب الدراية لان أصبح مايقال في العصور القديمة محققاً في عصرنا الحاضر المتقدم فقط نسأل من الله الهداية والصلاح.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى