ملعب جعار.. ذاكرة حية بين الأمس واليوم

في قلب مدينة جعار، ينهض الملعب البيتي شامخًا، شاهدًا على صولات وجولات وبطولات محلية في الدوري والكأس، ومحطة لا تنسى في ذاكرة كل من مر به أو عاش أيامه هناك. كنت، خلال سنوات الدراسة في المدرسة المحاذية للملعب (مدرسة بدر سابقًا)، أمرّ بجانبه يوميًا، ولا تفوتني مباراة أو حتى حصة تدريبية.
كان الملعب وقتها ينبض بالحياة، يحتضن نجوم الكرة من أغلب الأندية الكبيرة: التلال، الجيش، الشرطة، شمسان، الميناء، حسان، إضافة إلى فرق الساحل والوادي الحضرمي. لا زالت ذاكرتي تحتفظ بمشهد أقدام الأسطورة أبوبكر الماس، وهو يسجل هدفه الشهير بالمقصية ضد الميناء في المرمى الشمالي، لحظة محفورة في الوجدان تحكي حكاية لم ولن تنتهي.
عاصرت هناك جيلًا من كبار النجوم الذين سطروا أسماءهم بحروف من ذهب:
عدنان سبوع، عبدالله الهرر، عثمان الخلب، جعبل نورالدين، جميل سيف، العملاق عادل اسماعيل، الأحمدي، حسين صالح، أحمد مهدي، عبدالله صالح الثرياء، قاسم السد، فيصل هندي، عبدالسلام قعقع وغيرهم كثيرون ممن لا تسعفني الذاكرة بحصرهم جميعًا.
ولا يمكننا أن ننسى نادي وحدة عدن العريق، وأندية لحج، وفرقًا أخرى من مختلف المناطق، حيث استضافهم الملعب على مستوى الممتاز والأولى والثانية، ليبقى هذا الصرح الرياضي حاضرًا، يؤدي دوره رغم إمكانياته البسيطة.
ورغم مرور السنين وتغير الأحوال، ما زال الملعب البيتي بجعار يؤدي رسالته الرياضية والشبابية.
ألا يستحق هذا الملعب العريق لفتة كريمة من الجهات المختصة؟ دعمًا وتطويرًا ليواصل احتضان الأجيال القادمة ويحفظ إرثًا رياضيًا له جذور عميقة في قلوبنا.








