الجارديان: الأمم المتحدة تستجدي المال لمنع كارثة “صافر” بسواحل اليمن

> نشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية افتتاحية حول ما قالت إنها الكارثة المحتومة التي ستواجه اليمن، ويمكن للمجتمع الدولي منعها.

وعلقت حسب صحيفة القدس العربي، أمس الأربعاء، قائلة إن “من العار والغرابة أيضًا أن تجبر الأمم المتحدة على قرع تكنة قصدير لجمع أموال ومنع كارثة إنسانية وبيئية ستكون محتومة بدون تدخل”.

وتحتاج الأمم المتحدة للدعم المالي من أجل تفريغ ملايين البراميل من النفط من الناقلة التي تتآكل بسرعة، والراسية قبالة الساحل اليمني وتهدد النظام البيئي في البحر الأحمر، الهش أصلا. ولهذا أجبرت الأمم المتحدة على اتخاذ خطوة غير عادية والطلب من الرأي العام المساهمة بالمال بعدما فشلت الحكومات بتقديم المال الكافي. وبعد أسبوع من مؤتمر المحيطات، لا تزال الأمم المتحدة تنتظر كي تجمع ما يكفي من المال، وتحمل ناقلة صافر كميات من النفط أكثر من تلك التي تسربت من ناقلة فالديز التابعة لشركة إكسون عام 1989.

وعندما اندلعت الحرب في اليمن عام 2014، توقفت عمليات الصيانة العادية، إلى درجة أن الناقلة لم تعد قابلة للإصلاح، وظلت راسية فوق الماء بسبب الجهود البطولية لفريقها المكون من سبعة بحارة، ويقول قبطانها إن عدم حدوث الكارثة يعتبر معجزة. ووصف المدير التنفيذي السابق للشركة المالكة، الناقلة بـ “القنبلة”. وقد تشتعل النيران فيها جراء سيجارة أو رصاصة طائشة. وقبل عامين قاربت السفينة على الغرق بسبب انفجار أنبوب فيها.

وتعلق الصحيفة أن التداعيات قد تكون مرعبة، وستعرّض الشعب المرجانية البكر وأشجار الأيك والحياة البحرية للدمار، إضافة للمصائد التي يعتمد اليمنيون عليها في معيشتهم. ولو حدثت الكارثة، فسيغلق ميناء الحديدة والصليف اللذان يمر منهما نسبة 90 % من الواردات.

وربما طالت الكارثة محطات التحلية، مما سيوقف وصول الماء الصالحة للشرب إلى 9 ملايين نسمة. كل هذا في بلد يعاني ما يكفي من الكوارث الناجمة عن الحرب التي أنتجت ما وصفتها الأمم المتحدة بأسوأ كارثة إنسانية في العالم، حيث تحتاج 3.9 ملايين امرأة حاملا ومرضعة، والأطفال تحت سن الخامسة من العمر للعناية الصحية بسبب فقر التغذية، وربما انتقلت آثار الكارثة البيئية لخارج حدود اليمن.

وتحتاج عملية منع التنظيف وحدها 20 مليار دولار، في وقت تمر نسبة 10 % من التجارة العالمية عبر مضيق باب المندب، والتي قد تتأثر لو تسرب النفط. بشكل قد يتسبب بخسائر بمئات الملايين من الدولارات في اليوم. وتقدر كلفة المرحلة الأولى للعملية 80 مليون دولار لنقل النفط إلى ناقلة آمنة. إلا أن عملية إقناع صعبة تمت لدفع الولايات المتحدة والسعودية ودول أخرى للمساهمة في العملية.

وجزء من المشكلة أن التمويل مرتبط بالرد السريع، ولا يقدم لأغراض منع الكوارث، ولكن الرد مرتبط بالحرب الفظيعة التي جلبت الموت والدمار والتي حاولت فيها دول تحقيق مصالح خاصة بها والشعب اليمني يعاني.

وترى الصحيفة أن المرحلتين لتنظيف ونقل النفط ليستا مضمونتي النجاح. فقد عرقلت الحرب في اليمن والخلاف بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية أي اتفاق في السنوات الماضية. وألغى الحوثيون في السابق رحلة تفتيش للأمم المتحدة. وبدون سابق إنذار، طلبوا التفاوض على أمور لا علاقة لها بالناقلة.

وتعتقد الصحيفة أن هناك فرصة أفضل لحل المشكلة، فوقف إطلاق النار الذي مدد لثلاثة أشهر أخرى، إضافة للجهود التي يقوم بها ديفيد جريسلي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، خلقت فرصة ويجب انتهازها قبل أن تسوء الظروف الجوية ويحل الشتاء وتتحطم الناقلة.

وفي حالة فشل المجتمع الدولي في انتهاز الفرصة، فإن المسؤولية عن التداعيات الكارثية ستكون واضحة. فمع مرور كل يوم، تقترب صافر من الكارثة أو الحل. وفي هذه الحالة، فعملية الاختيار ليست صعبة.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى