*لنزرع البن في ظلال* *القات، ونرسم طريق* *الخلاص بعقولنا وسواعدنا*

كتب : عبدالقادر خضر السميطي
في هذه المرحلة المفصلية من تاريخنا، لم تعد قضية زراعة القات مجرد نقاش اجتماعي أو اقتصادي، بل أصبحت قضية مصير. إننا أمام تحدٍ مزدوج: كيف نتحرر من إرث ثقيل اسمه القات، دون أن ندخل في فوضى اجتماعية أو فراغ اقتصادي، قد يكون أشد ضررًا من القات ذاته؟
من يافع بدأت القيم، ومن يافع يمكن أن يبدأ التغيير.
لذلك، أوجه هذه الرسالة إلى أهلي وأحبابي في جبال وسهول يافع: دعونا نبدأ بزراعة شجرة البن، لا كمجرد محصول بديل، بل كمشروع وطني وهويّة اقتصادية وثقافية.
*لماذا نزرع البن داخل مزارع القات؟*
– البن لا ينافس القات في المساحة فقط، بل يتفوق عليه في القيمة الاقتصادية عند التصدير.
– شجرة البن تحتاج إلى عناية، لكنها تمنح مردودًا نظيفًا ومشروعًا مشرّفًا.
– زراعة البن بين أشجار القات تتيح التحول التدريجي، دون خسائر فادحة أو آثار صادمة.
هذه ليست مجرد فكرة مولعي يتناول القات بل خارطة طريق ذكية وعملية.
نبدأ بزرع البن داخل مزارع القات
نراقب نجاحه، نوسع رقعته، ثم نبدأ بإزالة أشجار القات واحدة تلو الأخرى، بلا ضجة، بلا انكسار، وبلا فراغ قاتل.
*القات* *قنبلة اقتصادية واجتماعية* *موقوتة*
لا يمكننا أن نغض الطرف عن حقيقة أن القات أصبح سببًا مباشرًا :
في استنزاف الدخل الفردي
حيث يُنفق آلاف الريالات شهريًا على مضغه وإهدار الوقت والجهد
فالقات يسرق منّا ساعات
العمل والإنتاج.
اضافه الى استنزاف المياه الجوفية، فشجرة القات من أكثر المحاصيل استهلاكًا للماء.
تعطيل قدرات الشباب، الذين يفقدون الحافز والطاقة بعد جلسات المضغ اليومية.
ومع ذلك، فإن الدعوة لاجتثاثه بشكل مفاجئ ومطلق تحمل خطرًا أكبر:
فمن يضمن ألا يتجه البعض لتعاطي مخدرات أخطر من افة القات؟
ومن يضمن ألا نستورد القات من إثيوبيا أو من محافظات أخرى، ليتحول إلى عبئ جديد بالعملة الصعبة؟
دعوني اجتهد واضع بين ايديكم
هذا الحل:
قرار عقلاني وتنظيمي لا يجرح المجتمع
أدعو كل عاقل وغيور في بلادنا إلى تبنيه إصدار قرار بتنظيم تناول القات، بحيث يُمنع تناوله في المدن الرئيسية، باستثناء يومي الخميس والجمعة فقط.
هذا القرار لا يُصادم المجتمع، بل يُنظم
عملية تناول وبيع وشراء القات لكي
يُقلل الطلب تدريجيًا، ويخلق مساحة للتأمل وإعادة التقييم.
بحيث يُمنح الناس فرصة لتجربة أيام بدون قات مما قد يغير نظرتهم بشكل جذري.
*احبتي القرار بأيدينا*
ما زالت أراضينا خصبة، وأيادينا عامرة، وقلوبنا تنبض بحب الأرض.
وما زال فينا العقلاء، والمزارعون الشرفاء، والشباب الطموح الذي يحلم بتغيير واقعه.
ولا يزال العالم كله ينظر إلى البن اليمني ككنز لا يُقدّر بثمن،
فهل نضيّع الفرصة؟
فلنزرع البن في ظلال القات، ونمنح الأمل جذورًا وأغصانًا وأثمارًا.
فلنكن أول من يبادر، لا أول من يندم.
ولنجعل من يافع نموذجًا للتغيير الذكي، لا للصراع والارتباك.
والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.
*عبدالقادر السميطي*
*دلتا ابين*
*19/5/25*








