قصة صداقة

كتب ــــــ سالم فرتوت
كان القمر صديقي ترعرعنا سويا’.كنت انظر إليه’ وهو طفل مثلي يتطلع’ بحركاته اللاارادية’ إلي نود_ نحن الاثنين_ان نحبو كل باتجاه خليله!
حركاتي اللاارادبه تتسارع وكلي لهفة إلى لقائه.
وكان المسكين مثلي يحدوه شوق إلى التغلب على عجزه للقائي. .
وأخذ الهلال ينمو سريعا واتطلع إليه بدهشة وهو يستدير ! وأود لو اضيء طرقه.فهو كلما غشت الظلماء ليالي انبرى ليدفع عني كيد الأشباح .
كان ضوؤه يناغيني ويوشوشنيِ بيد أنه اختفى ذات ليلة’ او تأخر عن ميعاده وأنا في الخلاء إلى جانبي أمي تهدهدني’ إذصرت أعمى تستفزني ظلمة مخيفة!وهو يمعن في الغياب ِاو خيل إلي ذلك.. بكيت بشدة بكيت حتى بوغت به’ بعد أيام صغيرا مثلي..يتطلع إلي بحركاته اللاارادية..سعدت وددت لو تصل يدي إليه ‘وددت لو ألمسه.واتخد هيئته
وكان يمد إلي ضوءه الخافت يعدني بمناغاة خضراء.
غادر مهده’كبر نضج…وددت لو كنت مثله بشنب من ضوء..وددت أن أغادر مهدي وارافقه في رحلته الليلية وهو يمضي أحيانا بين السحاب ويربت عليها ‘وددت لو احمل عنه بعض اعبائه..
ومالبث بعد أيام ان عاد إلى طفولته’يتطلع إلي ويبادلني مودة بكرا كعادته’ وسرعان مايكبر ‘ ومااسرع عودته إلى طفولته! وأنا انمو..وصرت أغادر مهدي’سعيدا ‘وعاد هو إلى مهده بينما بعد كل اثنتي عشرة دورة له أفقد طفولتي..كنت افقد ليس طفولتي وحسب بل شبابي..
وراح القمر بعد كل شهر يلد من جديد اما أنا فهيهات حتى وجدت نفسي شيخا عجوزا على وشك أن افنى! تطلعت إليه وهو طفل ثم. شاب
ذا بأس كما كنت ذات يوم..وتتبعت مسيرته وهو يعود إلى طفولته وشبابه وساورتني أمنية أن أتضاءل وأتضاءل كلما بلغت من الكبر عتيا فاحظى بولادة جديدة كلما هم شبابي بمغادرتي’
فتتجدد صحبتنا ‘نتبادل المناغاهِ
إيه ليتني كنت مثله لااغادره البتة.فكم يرعبني مجرد التفكير في مفارقته! لحظة مابالك كلما داهمتني حقيقة أني قد أغيب عنه إلى الأبد.

10اكتوبر 2023م

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى