عن القات وموالعته!!

*بقلم/*
*صالح علي الدويل باراس*

*ما اكتبه لا يشمل تخزينة “الهوامير من مهربين وكبار المسؤولين وكبار الفاسدين وحديثي الثروة…الخ” ، فهؤلاء “امة وحدهم ” لا يقترب احد من عرينهم فقيمة تخزينة الواحد تصل الى “100000ريال” وما فوق ، اللهم لا حسد ولا “نق” !!*

*اكتب عن متوسطي الدخل من حرفيين ومهنيين ومتوسطي البياعين ، وكذا من هم على خط الفقر او ما تحته من موظفين حكوميين وعمال متسببين فهم السواد الاعم في المجتمع ، لكن تتراوح قيمة ” تخزينة قات ” الواحد منهم مع لوازمها في حدّها الادنى “8000” عدا لوازم الجلسة من ماء ودخان..الخ*

*وياوي احدهم الى بيته خالي اليدين والبيت لايوجد به الا القليل من رز او دقيق او من احدهما فقط بلا لوازم!! ، وحين يُسأل يرد صائحا متبرما هائجا ينخط ويشخط على اسرته :*
*” اتقوا الله في ، انا بشر من لحم ودم ، اليوم كيلو البصل ب”2000 ريال” والبطاط كذا والطماط كذا ايش معي اقتصدوا!!، ، مع ان اجمالي فواكه وخضار بيته لمدة اسبوع تكفيها قيمة”تخزينته” ليوم واحد!!*

*الى اي مهاوي وصلنا !!؟*

*وصفت منظمة الصحة العالمية القات انه نبات مخدر ، مخدرة لا يوجد وصف آخر له!! واثبتت الابحات الطبية والصيدلانية اضراره بالصحة كأمراض الفم واللثة وأمراض الجهاز الهضمي ، قرحة المعدة والتهابها وازدياد خطر الاصابة بأورام الفم والجهاز الهضمي…الخ خاصة مع تشريبه بالكيماويات الضارة ، ورغم كل الاضرار التي يسببها القات صحيا واسريا الا ان المتعاطين في ازدياد وبكميات كبيرة ومن كل المستويات والطبقات الاجتماعية والفئات العمرية والجنسية ، والكل يعترف بانها آفة وان اضررها وآثارها على الصحة والاسرة والمجتمع كبيرة وكارثية بل تحولت من ظاهرة صحية ومجتمعية سيئة الى ثقافة وتجارة عابرة للحدود بالتهريب ولم تعد الاذان تعي اضراره الصحية والاجتماعية*

*إن الاشكالية ليست في سلوك المدمن او المخزن فقط ، فهو سجين “ولعته” ولم يعد يصغي لصوت العقل ، انما ما يثير الذهول ان تعاطي الاطفال دون 12 عاما وصلت نسبته مابين 15و 20 في المائة حسب احصائيات رسمية !! ، وهذا جرس انذار ، فليس سهلا ان تستقطب هذه العادة هذه الفئة العمرية الهشة التي بلا دخل ولا وعي ايضا وليست قادرة على العمل ما يجعل هذه العادة سببا رئيسيا في انحرافها ويجب ان نقيس ماذا يعني انحراف20% من المجتمع بشكل تراكمي !!*

*الى اين نسير!!؟ اين مسؤولية الاب في اسرته اولا ثم بقية عقد المجتمع ومراجعه ثم الجهات الرسمية للحد من هذه الآفة ففي الاثر المعروف عن الخليفة الراشد عثمان بن عفان قوله: ان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن*

*16فبراير 2024م*

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى