زمان كنا نقول اول السيل حار* *واليوم نقول اول السيل قرابيع

كتب : م. عبدالقادر خضر السميطي

كان المزارعون في الماضي يرددون المثل الشعبي ..أول السيل حار
في إشارة إلى أن مياه السيول
في بدايتها تكون قوية مليئة
بالطمي والعناصر الغذائية المفيدة للتربة فتجدد خصوبتها وتزيد
من إنتاجية الأرض
لكن في وقتنا الحاضر تغيّرت
الصورة وأصبحنا نسمع مقولة
جديدة أول السيل قرابيع
والقرابيع هنا يقصد بها كثرة الأوساخ والنفايات المختلفه والعلب البلاستيكيه وكوكتيل من النفايات التي تحملها مياه السيول في بدايتها ويظهر هذا جليًا في سيول وادي بنا التي تتدفق عبر سد باتيس نحو أراضي دلتا أبين.
لماذا تغيّر الحال؟
من وجهة نظري الشخصيه
هناك عدة عوامل أساسية
1/ تدهور الغطاء النباتي في أعالي الأودية مما قلّل من تماسك التربة وزاد من الانجراف
2/ التوسع العمراني والسكاني في مجاري السيول وعلى حواف قنوات الري وما يرافقه من رمي للمخلفات والنفايات المختلفه بما فيها مياه الصرف الصحي
3/ ضعف أعمال الصيانة الدورية لقنوات الري والمصارف ما يجعلها معرضة للانسداد بالأتربة والنيوس والحجارة وغير ذالك
الأثر على الزراعة
نقولها وبكل صراحه الأثر يكمن في
قلت كفاءة مياه السيول في تحسين التربة
تزداد مشاكل ترسّب النفايات والأتربة في قنوات الري بدلًا من وصول المياه بسلاسة.
يواجه المزارعون صعوبة في الاستفادة الكاملة من مياه السيول بسبب هذه العوائق
رسالتي للمزارعين وأبناء دلتا أبين
إن وادي بنا وسيوله عبر سد باتيس هي شريان الحياة الزراعية في الدلتا والمحافظة على نظافة مجاري السيول وصيانة قنوات الري مسؤولية جماعية تبدأ من الفرد وتنتهي بالمجتمع والجهات المختصة
فلنعمل جميعًا على:
حماية أعالي الأودية بالزراعة والتشجير
تجنب رمي المخلفات في مجاري السيول.
المشاركة في حملات تنظيف وصيانة قنوات الري
بهذا نستعيد روح المثل القديم
أول السيل حار بدل أن يبقى مجرد ذكرى من الماضي
*عبدالقادر السميطي*
دلتا أبين
20/8/25

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى