للتاريخ بصمات … وللحد قائد يحمل هم الأجيال

كتب/ فضل عبد الحافظ الملا

في زمن تتكاثر فيه التحديات وتثقل كاهل التعليم الهموم، يشرق في الأفق بصيص أمل، ينبثق من قلوبٍ مخلصة، حملت همّ الأجيال واحتضنت طموحاتهم بعقلٍ واعٍ ونفسٍ كبيرة، ومن بين هؤلاء الأفذاذ، يبرز الأستاذ القدير عارف صالح علي زين، مدير عام مديرية الحد، كأنموذج فريد للقائد الذي لا يكتفي بالتوجيه، بل يسهم بفعالية في صناعة الفارق.
إن مبادرته الكريمة بتقديم خمسين مليون ريال يمني دعماً للصندوق التعليمي للعام الدراسي 2025/2026م، ليست مجرد منحة مالية، بل كانت صرخة وعي، ونبضة حياة، ومداد أمل خطّ به هذا القائد التربوي موقفًا وطنيًا صادقًا، تجسيدًا لمسؤوليته الاجتماعية والوطنية، بل هو قرار استراتيجي ينبع من شعور عميق بالمسؤولية الوطنية والتربوية.
إنه استثمار في الإنسان، في العقول التي ستبني الغد، وفي المدارس التي ستصنع الفرق، وفي المعلمين الذين هم جسر المستقبل.
وفي ظل تجاهل الدولة والحكومة، وممارسة سياسة التجهيل، وتهميش الكادر التعليمي والتربوي، تبرز هذه الخطوة كموقف وطني شجاع يعيد للتعليم اعتباره، ويرفع من شأن المعلم الذي ظلّ لعقودٍ يؤدي رسالته وسط الإهمال والجفاء.
ولم يكتفِ الأستاذ عارف بهذا الدعم المالي السخي، بل دعا بوضوح وصراحة رجال المال والأعمال، والتجار، والخيرين من أبناء المديرية إلى المساهمة الفاعلة في دعم الصندوق التعليمي، لأن تضافر الجهود بين الجهات الرسمية والمجتمع المحلي هو السبيل لضمان استمرارية العملية التعليمية وتحقيق التنمية المستدامة.

فأيُّ صوتٍ هذا؟
وأيّ قائدٍ يتقدم الصفوف في وقتٍ يتراجع فيه الكثيرون؟
سيسجل لك التاريخ أستاذنا القدير هذه البصمات النقية، وستذكرك الأجيال القادمة بكل إجلال وإكبار، لأنك وضعت اللبنة الأولى في جدار الإصلاح التربوي،
ورسمت لوحة الوفاء على جدار التهميش، وسقيت شجرة التعليم في بلد كادت تذبل، وأسست ثقافة العطاء الواعي، وجعلت من التعليم قضيةً تتصدر أولويات العمل المحلي.
لقد سطّرت قرارك هذا بمداد الحكمة، ووشّحته بأحرفٍ من نور، في وقت نحن فيه بأمسّ الحاجة إلى من يؤمن أن نهضة الأوطان تبدأ من الصفوف الدراسية، ومن السبورة والطباشير، ومن معلمٍ يشرح وطالبٍ يحلم.
فهل لمدراء المديريات في كافة المحافظات أن تحذو حذوك؟
هل من قادةٍ آخرين يستلهمون من خطوتك دروسًا في الشجاعة والمسؤولية؟
أليست هذه هي البداية الحقيقية لبناء جيلٍ قوي، ووطنٍ متين؟
إنك لم تدعم فقط صندوقاً تعليمياً، بل زرعت بذرة في كل قلبٍ تربوي، وأشعلت شعلة في درب كل طالبٍ وطالبة، ومددت يد العون للمدرسة والمعلم والكتاب.
منّا لك كل الثناء والتقدير،
ومن الوطن لك دعاءٌ صادق،
ومن المستقبل لك وعدٌ بالامتنان…
دمت سندًا للتعليم، وركنًا من أركان النهضة في مديرية الحد.
وستبقى خطوتك هذه شاهدةً على عهد جديد من الوعي والمسؤولية التربوية.

بقلم: الأستاذ فضل عبدالحافظ الملا

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى