معاناة لا تنتهي
كتب/أبوبكر المنصوري
في دول العالم الأخرى، الوضع الاقتصادي والاجتماعي يختلف تمامًا عن الوضع في بلادنا. في تلك الدول، تُدفع الرواتب في الوقت المحدد وتكفي احتياجات الناس الأساسية، مما يسمح لهم بالعيش بحياة كريمة ومستقرة. المواطنون في تلك الدول يتمتعون بخدمات صحية وتعليمية جيدة، وفرص عمل متاحة، وشبكات دعم اجتماعي قوية.
في المقابل، نجد أن الوضع في بلادنا كارثي بكل المقاييس. الرواتب تتأخر ولا تكاد تكفي احتياجات الناس الأساسية، مما يؤدي إلى تراكم الديون وتفاقم المشاكل المالية، وتتحول الحياة إلى صراع يومي من أجل البقاء. بدلاً من أن يكون الراتب مصدر دعم وسند، يصبح عبئًا ثقيلًا على كاهل المواطن، يُثقل كاهله ويُضاعف من معاناته.
الأمر الأكثر إيلامًا هو أن الكثيرين لا يتلقون رواتبهم من الدولة، فيضطرون إلى مدّ أيديهم للمنظمات الدولية، التي غالبًا ما تقدم مساعدات محدودة ومتأخرة، لا تلبي إلا جزءًا يسيرًا من احتياجاتهم. وفي المقابل، هناك فئات أخرى، وهي الأشد فقرًا، لا تحصل على أي شيء، لا من الدولة ولا من المنظمات، فتزداد معاناتهم وتتعمق جراحهم.
في ظل هذه الأوضاع المأساوية، يطالب البعض بتخفيض سعر الصرف وتخفيض الأسعار في البلاد، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بحدة: هل سيستفيد الأشد فقرًا من هذه الإجراءات إذا كانوا لا يزالون محرومين من رواتبهم؟ وهل يمكن أن تكون هذه الإجراءات مجدية دون إصلاحات جذرية في نظام الرواتب والدعم، تركز على تلبية احتياجات الفئات الأكثر فقرًا؟ يبدو أن هناك حاجة ماسة إلى إعادة هيكلة جذرية للنظام الاقتصادي، وإلى سياسات أكثر إنصافًا وعدالة، تراعي احتياجات الشعب وتضمن له حياة كريمة بشكل عام.








