خطورة الغربان في بلادنا

كتب ـ بدر حمود محمد

كل حكاياتي التي عشتها وعشت تفاصيلها وكتبتها لكم طوال السنوات السابقة ،

وكنت أستشهد بناس مازالوا أحياء على مصداقية حكاياتي تلك!

أما هذه الحكاية عن ماحدث معي من الغربان فلا يوجد احد أستشهد به فقد كنت لوحدي

ولذلك سأبدأ حكايتي بالقسم بالله إن كل ما سأذكره حدث فعلا دون زيادة أو مبالغة والله على ما سأذكره شهيد

قسم سيحاسبني الله عليه يوم القيامة إذا حكيت لكم من خيالي وليس من الواقع الذي حدث لي

وإليكم الحكاية من البداية :-

في العام ١٩٨٠م خدمت خدمتي العسكرية الوطنية كما يقال،!!!!،،،،، بعد أن اخرجوني قسرا من دراستي الجامعية وبعد أن أكملت الفصل الأول من السنة الأولى محاسبة بجامعة عدن !

وحكاية إخراجي القسري لها حكاية حكيتها من قبل ولكن الٱن سنتناول حكاية طيور الغربان الخطيرة معي !!

بإختصار،،،،،، أعانني الله على مواصلة دراستي بعد موافقة قيادتي العسكرية ( القائد والأركان ) لمعسكر الصواريخ حيث كنت أؤدي الخدمة العسكرية بعد جهد جهيد وإنجازات شخصية تفهموا لموضوع دراستي وسمحوا لي أغادر الساعة ١٢ ظهرا طوال فترة الدراسة بكلية الإقتصاد والمحاسبة والتي كان موقعها في كريتر بعدن ومعسكر الصواريخ كان بين جبال البريقة يبعد عن مدينة البريقة حوالي خمسة أو ستة كيلو (لا أدري أخوكم بليد بقياس المسافات بالتخمين) ،،،،،،

ولكن المسافة كانت ولازالت بعيدة وكنت أقطعها سيرا على الأقدام بساعة واحدة كاملة لأصل إلى سيارات الأجرة التي كنت انتقل بها إلى جولة كالتكس وانزل باحثا عن تعبيرة إلى جولة ريجل أو إن سهلها الله أتعبر إلى المعلى ومن ثم أركب سيارة أجرة للقلوعة حيث كنت أسكن وأخلع قميص الجيش فقط وألبس قميص مدني غيره وأتناول غدائي وأنا واقف لأن الساعة تجاوزت الثانية والربع

ثم أنطلق بسرعة ومعي شنطة بها حذاء للتدريب وبدلة رياضية لكي اتدرب بعد السابعة مساء في نادي شمسان كرة السلة لكي أحافظ على مستواي الفني ولياقتي البدنية!!!!! ،،،،،،،

وطبعا هذا كله بسبب صرامة قوانين الكلية فلا يقبل أي طالب يدخل بعد دخول المحاضر للفصل أو للصف !!!!!!؟؟؟؟

ولولا فضل الله وتدبيره وتسخيره لي بأن بعث لي شخصية رياضية مرموقة أستاذي احمد محسن مشدلي الذي كان ينتظرني بسيارته تحت الشمس في جولة القلوعة لنذهب سويا للدراسة ماكنت أستطيع إكمال دراستي لإنه كان يوصلنا في الوقت المناسب!!!!؟؟؟؟

وقبل دخول المحاضر بدقيقة أو دقيقتين فقط ؟!

كان لٱبد أن أذكر لكم هذه التوطئة قبل الولوج إلى الحكاية ،،،،،،!!!؟؟؟

الحكاية الرئيسية :

في أحد الأيام وأنا مغادر بٱتجاه مدينة البريقة الساعة ١٢ ظهرا خارجا من معسكر الجلاء للصواريخ،،،،، كنت أسير بسرعة لإنني خائف من أن الوقت يضيع علي وحتى وإن تحدث معي أحد في بوابة الدخول والخروج اتكلم معه وأنا أسير بسرعة وهم كانوا يدركون إستعجالي هذا ويقدروه !!!!!!؟؟؟؟،،،،،،،

ووصلت إلى العطفة الأولى التي تطل بعد الجبل على معسكر سبأ لسلاح المدفعية وكان سور المعسكر من الشباك الشائكة ورأيت وأنا قادم من على بعد مئة متر تقريبا عشرات الغربان واقفة على شبك معسكر سبأ لسلاح المدفعية !!!! ڤأستغربت وأنا أسير بخطوات مسرعة وأخذت بيديا أحجار متوسطة الحجم حوالي أربعة أو خمسة وفجأة شاهدت العشرات منها على قارعة طريق السيارات يتناولون أحد الكلاب الذي صدمته ٱحدى سيارات الجيش !!!!!!

وفي هذا الوقت من الظهر لا يمكن أن تخرج سيارة أو تدخل سيارة إلى معسكر سبأ أو الجلاء لأن هذا توقيت تناول الغداء للضباط وصف الضباط والجنود !!!!!!!
وطبعا بوابة المعسكرين كانتا بعيدتان عن موقع الغربان !!!!!!!!

وأنا كنت لوحدي ولا يوجد طريق ٱخر أبتعد فيه عن الغربان لأن على يميني شبك معسكر سبأ الحصين وعلى يساري مياه بحر ضحلة جدا لا أستطيع أن أسير عليها لأن الغربان كانوا من الكثرة بحيث أفترشوا على طريق السيارات وجوانب المياه الضحلة !!!!؟؟؟؟؟؟

فنقلت حجر محترم من يدي اليسرى إلى اليمنى لكي أرميها على الغربان التي على الطريق لكي أمر بسرعة ،،،،،،لأن حسي وبالي عند الكلية والوصول بالوقت المناسب ؟

وأقتربت أكثر لتلك الغربان التي على الطريق والحجر لازالت معي بيدي اليمنى وتهيأت لرميها عليها

إلا إنني فجأة انتابتني قشعريرة مصحوبة بالخوف والفزع الشديد وأشتغل الأدرينالين في جسمي مما أتاح للغربان شم رائحتي وعرفت مدى خوفي منها ( لإنه معروف علميا إن الحيوانات والطيور والفئران تشم رائحة الخوف المنبعثة من أجسامنا ) ،

فقد كنت على بعد خمس خطوات منها ولم يتحرك واحد منها ويبتعد من الطريق

وكل ما حطيت رجلي خطوة بإتجاهها كانت ترمقني بنظرات مخيفة ولم تتزحزح قيد أنملة من مكانها في تحدي صارخ لي

وهنا وفي تلك اللحظة الرهيبة توقفت عن فكرة رمي الغربان بالحجارة
وفي نفس الوقت لم أتجرأ وأرميها من يديا خوفا من أن الغربان تفهمني غلط فتهاجمني

فأحتفظت بالحجارة ووجدت نفسي أحط رجلي بجانب الغربان على الطريق ولكنها لم تتحرك أبدا مما زاد من فزعي وإرتباكي ولكنني واصلت السير بطريقة جمبازية الرجل اليمنى هنا واليسرى إلى الجانب الفاضي من الطريق وسرت بطريقة الزجزاج متنقلا بينها وهي لم تعرني أي إهتمام ولكنها كانت متحفزة للهجوم مع كل الغربان التي على شبك معسكر سبأ !!!!!!
وبفضل الله تجاوزت مرحلة الخطر هذه وواصلت السير إلى الأمام والحجارة لازالت بيديا وكنت أتصبب عرقا رغم الرياح التي كانت تهب متواصلة فالموقع مفتوح وبين الجبال والبحر ومعسكر سبأ !!!!! ولكن عرقي كان يتصبب بسبب الخوف الشديد الذي أصابني ،،،،،،،،!!!!؟؟؟؟؟

وبعد أن أبتعدت عن الغربان حوالي مئة متر وكانت بوابة سبأ تبعد عني ٢٥٠ متر تقريبا أنزلت الحجارة من يديا بكل هدوووووووء ولم أرمها رميا إلى الأرض،،،،،، أيضا كنت أتوخى الحذر من الغربان فما زلت قريبا منهم ،!

وبعد أن تخلصت من الحجارة واصلت السير والجري لكي أعوض الوقت الذي ضاع مني بسبب مشكلة الغربان !!!!! إلى أن وصلت إلى البريقة وأكملت رحلتي إلى القلوعة والكلية ،،،،،،؟

فهل هذا طبيعي؟

ام إنكم تتفقوا معي إن الغربان يشكلون خطراً كبيراً علينا بعد أن تتكاثر أعدادها في بلادنا ؟

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى