أبشرك ياسالم الشعب نائم

أبين ميديا/ كتب/ خالد شرفان

تتسابق دول العالم قاطبة في شتى المجالات الاقتصادية والعلمية والفنية والرياضية وعلى كافة الأصعدة في الوثب نحو النماء مُحمّلين برؤى وأفكار مستقبلية مستقرة وثابتة هدفهم ينصب في ترفيه وتعليم وصحة شعوبهم، انطلقوا من أسس متينة وقواعد ومداميك رصينة فحاربوا الفساد والمحسوبية وكان لهم ما أرادوا، وما أن نعلم ونعيش الواقع وندرك بأننا في اليمن تبددت الأحلام والرؤى واضمحلت وتلاشت في دهاليز الفساد المالي والإداري، وتلْتفنا هالة من الإحباط وعدم القدرة على مواصلة كيف نحلم وكيف نطمح وكيف نعيش بأمان.

خلال هذا الأسبوع تابعت تسجيل لمكالمة مسجلة للأستاذ الإعلامي فتحي بن لزرق وبين الدكتور سالم الطاهري مدير البعثات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، استمعت فيها الى كمية التبريرات وإخلاء مسؤوليته تجاه ما حدث من فساد للابتعاثات الخارجية، وأن كل المنسوب إليه كان جزافًا وكان كتهمة ذئب يوسف، واظهر نفسه كالحمل الوديع، وشرح في المكالمة أنه كان مسيرًا في المصادقة والامضاء على قوائم المبتعثين للدراسة في الخارج ولم يكن مخيرًا ولم يكن له بدًّا إلا أن يمضي ويجيز “أفواج” المبتعثين للخارج وسوّغ (التسويغ بالعربية تعني الاظهار)، حالة أنه كان ضد الفساد والمفسدين وطالب باسقاط (الصفات والنعوت) التي لا تطلق ولا تلصق إلاّ على اللصوص والنشالين والحرامية الظالمين، يا سبحان الله!، لحسن الحظ أن الشعب نائم وفي سبات عميق فكل همة كيف يوفر 5كيلو طحين وليتر زيت فلم تجعلوا مساحة لينتبه إليكم ولفسادكم اشغلتوه بنفسه، فلاتقلق ياسالم الشعب نايم.

إذا لم تكن بيدك إخفاء الأدلة فتظاهر بأنك كنت جزء من الحادثة يادكتورنا الطاهر، لم يكن سالم سالمًا من دائرة الاتهامات فهو مشارك ورأس حربة، نشب خلاف بينه وبين الوزير الوصابي فعمد على فضحه، لم تكن صحوة ضمير بل كان خلاف حاد بين الطرفين وتغافل بأنه يومًا ما كان ضمن منظومة وروزنانة باقة التسفير والتزوير، يُحكى إنّه من ضمن المبتعثين للدراسة إلى الهند طالب يمني ذهب إلى هناك ليتقوىَ في أساليب جديدة بفنون اللغة العربية إن صدق ذلك ياسالم فتلك إذًا هي القاضية، أُجزم وأبصم بالعشر وباليمين المغلظ والمخفف بأنه لا يمكن أن ترى الدولة النور ويرفل المواطن اليمني في النعيم طالما شاهدنا هذه الصورة المصغرة لفساد عابر القارات، ولن يستقيم الحال طالما كان قدرنا أن يحكمونا مثل هؤلاء، بمعنى آخر نريد المزيد من هذه المكاشفات الحقيقة، متى ستظهر وثائق “ويكيليكس اليمنية” لتكشف لنا الفساد بأجهزة ودوائر ومؤسسات الدولة!!، المواطن اليمني صبر وكافح حتى الرمق الاخير وهو يمنّي النفس بغدٍ أجمل ويحلم بأن يتحسن وضع الدولة، لكن لن يحدث هذا إلا ّ بانتفاضة ثورية شعبية واسعة النطاق ضد كل فاسد!!

فساد خارج الأخلاق والقيم باستيثار مسؤولين ونافذين وقياديين وقيادات حزبية وفي هيكل الدولة والبعثات الدبلوماسية بالاستحواذ على قدر كبير من هذه المنح، كل الأحزاب مشتركة في هذا الفساد، فساد التحاصص، و
تسريبات الإبتعاث أظهرت غضبًا شعبيًا واسعًا مما دفع الشعب اليمني برمته يطالب بمحاسبة ومحاكمة المتورطين بهذه الفضيحة من مسؤولي الحكومة، واعتماد برنامج توزيعًا عادل لمنح الابتعاث التي انبعثت رائحتها ووصلت العنان.

لا يبدو أن فضيحة منح الابتعاث الخارجية ستمر كغيرها من الفضائح الأخرى ولن يقف الجميع بوضع الصامت لا أظن ذلك، سيحاسب كل المتورطين دون أدنى شك ولو بعد حين.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى