السيول لا تُخدع.. والكارثة قادمة إن لم تتحركوا

 

كتب  ـ  بقلم: عمر الكسادي

الطبيعة لا تجامل، والسيل لا يفاوض. منذ مليارات السنين وهو يشق طريقه بثبات، محددًا مجاريه نحو الأنهار والبحار. وقد جربت دول كبرى أن تغيّر مساره لأغراض حضرية، فبقيت لسنوات آمنة، حتى جاءت “المطرة الاستثنائية” التي قلبت كل شيء وأعادت السيل إلى طريقه القديم، مدمرةً ما اعترض مجراه. ومن هنا قيلت الحكمة: “السيل يعرف طريقه”.

اليوم، نرى بعين اليقين كيف تُملأ مجاري السيول في حضرموت – في الشحر، الحامي، المكلا وغيرها – بمبانٍ عشوائية وسكن شعبي. ما يحدث ليس مجرد خطأ عابر، بل جريمة عمرانية تُرتكب بحق الناس. كل بيت يُبنى في مجرى سيل هو قنبلة موقوتة ستنفجر في أول موسم أمطار غزيرة، ولن تُميّز بين بريء أو متسبب.

السؤال المباشر: أين السلطات المحلية؟ أين التخطيط الحضري؟ أين مسؤولية من أعطى تصاريح البناء أو تغاضى عن التوسع العشوائي؟ إن السكوت على هذا العبث خيانة للأمانة، ودفعٌ بالناس نحو مصير محتوم.

السيول لا تُدار بالتصريحات، ولا تُواجه بالإهمال. إذا لم تبدأ حملة جادة لإيقاف البناء في مجاري الأودية، وإيجاد بدائل سكنية آمنة، فستأتي ساعة لا ينفع معها الندم، وسنرى صور البيوت المنهارة والأرواح الضائعة تتكرر كما حدث في مدن كثيرة حول العالم.

الطبيعة لا تنتظر توقيعاتكم على الأوراق الرسمية، ولا تعرف المحسوبيات. السيل يعرف طريقه، وسيستعيده ولو بعد حين… فهل ستنتظرون الكارثة؟

الصور المرفقة لاضرار السيول في مناطق مختلفة من الجنوب
#عمر_الكسادي

#حضرموت #المكلا #الحامي #الشحر

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى