دلتا أبين بين العُقم الترابية والسدود التحويلية.. أيهما يحمي ثروتنا المائية؟

كتب : م. عبدالقادر خضر السميطي
إن إقرار مشروع الممر المائي يُعد خطوة إيجابية ومهمة حتى وإن جاءت متأخرًا بعد اعتماد مخططات سكنية في قلب الوادي الكبير وهو ما شكّل عائقًا أمام انسياب السيول التي تحولت مساراتها إلى المنازل مسببة خسائر مادية جسيمة
إن وجود هذا المشروع سيسمح بانسياب مياه السيول بسهولة ويسر وصولًا إلى البحر مما يشكل حماية مباشرة لممتلكات المواطنين في محافظة عدن
لكن إذا نظرنا إلى دلتا أبين نجد أنها تعتمد اليوم على أكثر من عشر عُقم ترابية تبلغ تكلفة إنشاء كل واحدة منها في الحد الأدنى ما بين 60 إلى 70 مليون ريال موسميا ورغم هذه الكلفة الكبيرة فإنها لا تصمد أمام تدفقات السيول الجارفة سوى يومين أو ثلاثة على الأكثر. ومع مرور السنوات أثبتت التجربة أنها مجرد حلول مؤقتة تستنزف الأموال من دون تحقيق استدامة حقيقية لإدارة الموارد المائية
الرؤية الهندسية البديلة
من المنظور الهندسي كان من الأجدر أن تسبق هذه المشاريع المؤقتة دراسات شاملة تتضمن
تقييم جدوى العُقم الترابية ومحدودية عمرها التشغيلي
المقارنة بين تكلفتها وبين كلفة إنشاء سدود تحويلية خرسانية ذات عمر افتراضي أطول وفاعلية أكبر
وضع خطط استراتيجية تعطي الأولوية للمنشآت المائية التي تخدم أكبر عدد من المزارعين وتغطي أوسع مساحة زراعية ممكنة.
السدود التحويلية
هي الخيار الأمثل لدلتا أبين
تمثل السدود التحويلية حلاً استراتيجياً طويل الأمد، فهي
1. تمكّن من التحكم بكميات مياه السيول وتوزيعها بعدالة بين المناطق الزراعية
2. تقلل الفواقد المائية الناتجة عن الانجراف أو التشقق في العُقم الترابية
3. توفر حماية للأراضي الزراعية من مخاطر الفيضانات المفاجئة
4. تخفض الكلفة طويلة الأمد مقارنة بالترميم المستمر للعُقم الترابية
5. تسهم في الحفاظ على مياه السيول واستثمارها بدل ضياعها في البحر
نحو منظومة ري مستدامة
إن المرحلة القادمة تتطلب رؤية هندسية متكاملة تُبنى على المشاريع الاستراتيجية المستدامة لا على الحلول الترقيعية المؤقتة.
فالأموال الضخمة التي تُنفق على العُقم يمكن تحويلها إلى استثمار ذكي في منشآت مائية مستدامة تعزز الأمن الغذائي وتحافظ على ثروة دلتا أبين المائية والزراعية
الخلاصة والتوصيات
على مجلس الوزراء أن يعيد النظر في المشاريع الزراعية خصوصًا في دلتا أبين ودلتا أحور التي تعاني من تدهور وتهالك منظومة الري
كما أن الأمر يستدعي إعادة تفعيل قسم صيانة منشآت الري إضافة إلى تصفية القنوات والوديان من الأشجار التي تسببت في انحراف مياه السيول إلى مواقع سكنية وألذي قد يمكن تلحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية
✍️ م. عبدالقادر السميطي
دلتا أبين








