عطر الصعيد يملأ الدنيا.. عبّاد شارونة عاصمة الذهب الأخضر وبوابة مصر إلى العالم

أبين ميديا /متابعات /السيد محمود المتولي
في صعيد مصر، تشتهر قرية مصرية بزراعة العديد من النباتات الطبية والعطرية، كالزعتر والنعناع والريحان والبابونج والكمون، والبردقوش، التي تُستخرج منها من الزيوت العطرية والطبية وتُصدّر إلى العديد من الدول العربية والأوروبية وأمريكا.
تعد قرية عباد شارونة بمركز مغاغة محافظة إلمنيا قلب زراعةً النباتات الطبية والعطرية النابض في مصر وشريانها الحيوي، بمساحة تصل 700 فدان ووصلت منتجاتها للعالمية، كونها حلقة مهمة في سلسلة صادرات النباتات العطرية ، فهي عاصمة الذهب الأخضر في مصرإلى أصقاع الكرة الأرضية.
عوائد مجزية
يقول محمد أبوالريش تُعد المحاصيل الطبية والعطرية من الزراعات المربحة، حيث تزدهر هذه النباتات في الأراضي القديمة الطينية والأراضي الجديدة على السواء، ونتيجة للعوائد الكبيرة على الفدان جذبت الكثيرين من أهل القرية.
ويؤكد محمد أبو الريش على أن زراعات النباتات الطبية في محافظة المنيا، تحقق نتائج مداخيل عالية، فعلى سبيل المثال إنتاجية الزعتر تصل إلى 6 أطنان للفدان سنوياً، وسعر الطن يتراوح بين 60 إلى 80 ألف جنيه، ما يعني أن الفدان يحقق دخلًا سنويًا يتجاوز 300 ألف جنيه.
عطر إلمنيا يفوح
أما جمال محمد توفيق فيسلط الضوء على القيمة الاقتصادية العالية للنباتات الطبية فيؤكد أن أسعار الكراوية والينسون قد تصل 200 ألف جنيه، لذلك أصبحت عباد شارونة والقرى المجاورة لها كـ “شارونة” والعباسية الجديدة والجندية وميانة وبلهاسه وملاطية وسيف النصر، والكوم الأخضر، وكفر الصالحين البحري، ومنشآت لملوم، و نزلة بلهاسة، نزلة بني خلف، ومنشآت نيازي وغيرها مركز زراعة النباتات الطبية بمحافظة إلمنيا التي تزرع أكثر من 25 ألف فدان وتنتج أكثر من 150 ألف طن من النباتات الطبية ويفوح عطرها في أرجاء العالم.
معاملات ما بعد البيع
وقال محمود عشني أشهر تجار المواد العطرية والطبية بالقرية، هناك طريقتان لشراء المحاصيل من المزارعين الأولى شراء المحصول بعد حصاده والثانية، قبل الحصاد، ونحن نقوم بالحصاد والمعالجة وتجهيز المحصول بعمليات معينة حتى يدخل إلى المصانع التي تُجري عليه العمليات النهائية ومن ثم التصدير إلى خارج مصر.
وأضاف أن تجارة النباتات الطبية أصبحت ذات عوائد مرتفعة في السنوات الأخيرة، خاصة عشبة الزعتر المطلوبة بشدة في الأسواق العالمية، والمتوفرة في مصر بمواصفات قياسية خالية من أي نسب من المبيدات.
وقال عشني إن أسعار المحصايل الطبية تتحدد بناء على السوق العالمية فكلما زاد الطلب عليها ارتفعت أسعارها محلياً.
النباتات الطبية في مصر
ووفق موقع الدوريات المصرية فإن مساحة النباتات الطبية والعطرية في مصر بلغت 108.74 ألف فدان عام 2019.
وبلغت مساحة البابونج حوالي 14406.20 أفدنة، وهو ما يمثل حوالي 14.91% من متوسط مساحة النباتات الطبية والعطرية خلال فترة الدراسة.
ويأتي محصول الكراوية في المرتبة الثانية، بمتوسط مساحة حوالي 12739.40 فداناً، وهو ما يمثل حوالي 13.18% من المتوسط.
وفي المرتبة الثالثة يأتي محصول الكركديه، بمتوسط مساحة حوالي 12562.60 فداناً، وهو ما يمثل حوالي 13.0% بالنسبة لمتوسط مساحة النباتات الطبية والعطرية.
وبحسب موقع Tridge سجّلت صادرات مصر من الزعتر في عام 2023 نحو 923 طنًا (923,290 كجم)، بقيمة تصل إلى 4.56 ملايين دولار.
لماذا قرية عباد شارونة؟
أما المهندس الزراعي ممدوح عبدالله فيفسر لنا علمياً لماذا قرية عباد شارونة هي التي تتصدر مشهد النباتات الطبية في مصر؟ وأرجع ذلك إلى طبيعة الأرض الطينية الصفراء، وتوفر المناخ الملائم، جانب الخبرة الكبيرة لمزارعي القرية فهم من بداية ثمانيات القرن الماضي وهم يزرعون النباتات الطبية حتى أصبحوا عارفين ببواطن الزراعات الطبية وخفاياها لأن زراعة النباتات العطرية والطبية تحتاج لعناية خاصة وخبرة عالية، من بداية زراعتها سواء كان ذلك عن طريق عمل مشاتل خاصة مؤقتة لبعض الزراعات كالنعناع ثم نقلها إلى الأرض حيث تستمر فيها لمدة 5 سنوات.
وأشار ممدوح عبدالله إلى أن قرية عباد شارونة تقوم بزراعة العديد من النباتات الطبية كالنعناع والبردقوش والكراوية والكمون والكركديه والشمر والينسون والريحان والزعتر والحلبة، وتتميز هذه الزراعات بقلة استهلاكها للماء وتحملها للظروف المناخية المختلفة حيث تجود هذه النباتات في أرض القرية والقرى والعزب المجاورة.
التجارة الخارجية
تُقدَّر حصة مصر من الإنتاج العالمي من النباتات الطبية بـ 2.3% م وتمثّل 5.7% من إجمالي صادرات مصر الزراعية والتي تقدر بـ 184 مليون دولار في عام 2023، وأبرز الأسواق الولايات المتحدة (27.2٪)، ألمانيا (16.2٪)، وروسيا، البرازيل، وغيرها.
وتحتل مصر المرتبة الرابعة عالميًا في تصدير الزيوت العطرية مثل الياسمين والريحان والمريمية والبابونج والكمون.
وأظهرت الدراسة أن الصادرات المصرية تتمتع بنفاذية للأسواق العالمية ومزايا تنافسية سعرية، لا سيما في ألمانيا والولايات المتحدة، حيث تستورد الدولتان 22% من الصادرات المصرية، بقيمة تقدر بنحو 361 مليون دولار.








