أسامة… زئير الجبال في المرمى

كتب ـ أ.د مهدي دبان
عندما يلتصق الاسم بالصفة، ويتحول الحرف إلى هوية، يولد التميز وتولد المهابة. هكذا كان أسامة، اسما يشبه الأسد الهصور في مهابة حضوره، وقوة شخصيته، وثبات خطاه. لم يكن مجرد حارس مرمى، بل كان روحا من الجبال التي أنجبته، وشموخا من شموخها ، وعطاء من وديانها، ليصير في عيون من عرفوه الحارس الذي سيحمل مستقبل اليمن، ويكون صمام أمان لمرماه وأمل جماهيره.
منذ صباه، يوم اصطحبته برفقة الأستاذ أحمد الرواحي رئيس نادي امصرة الرياضي (الأسبق) إلى المدرب القدير محمد البعداني، كان بريق الموهبة يلمع في عينيه، غير أن خطواته في منطقة الجزاء كانت تحتاج إلى صقل وتوجيه. لم يرض أن يبقى في خانة الموهوبين وحسب، بل شد رحاله إلى عدن، متنقلا بين الأندية، عارك الأيام والتدريب حتى غدا جبلا في المرمى، وحارسا أساسيا للمنتخب الأولمبي، يخط اسمه بحروف من عرق وصبر في سجل الحراس الوطنيين.
من قرية القرين في أمصرة، التي أنجبت مهاجمها الفذ سالمين لبرش – ذاك الشبيه بإيتو الكاميروني والذي رحل في ريعان شبابه –رحمه الله تعالى واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة– خرج أسامة من الطينة ذاتها، ليحمل مشعل الطموح ويواصل الحكاية. صار جبلا تتحطم أمامه الهجمات، وأسدا يثير الرهبة في قلوب المهاجمين والمدربين. هو صوت الجبال في المرمى، ووهج الوادي في الشباك، وحلم اليمن بأن يظل صخرة الصمود، وحارس الكرامة، ويبقى دائما وأبدا زئير الجبال في المرمى.








