الجحافي يكتب: الجنوب… كرامة تصنعها التضحيات وتُرسم بالدم لا بالكلمات

علي أبو شلال الجحافي

في زمن تهاوت فيه كثير من الشعارات، وانهارت فيه القيم تحت أقدام المصالح، يقف الجنوب بشعبه، بأرضه، بتاريخه، وبكرامته، شامخًا كشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، يُقاوم الرياح العاتية والمؤامرات المتعاظمة التي ما انفكت تحاول النيل من صموده وهويته.

قسمًا لن ينكسر صمودنا، لأننا أصحاب قضية عادلة، دفعنا لأجلها الدماء والأرواح، وكتبنا بها تاريخًا من النضال لا يمكن محوه من ذاكرة الأرض ولا من صدور الرجال.

لقد حاول البعض تسويق الوهم وبيع الوطن في مزادات السياسة، لكن الجنوب كان ولا يزال أكبر من أن يُختزل في صفقة أو يُساوَم عليه تحت أي راية، فالجنوب ليس ورقة تفاوض… الجنوب كرامة لا تُباع ولا تُشترى.

الأوفياء في هذا الوطن لا يُضيّعون البوصلة، ولا يُغرَّر بهم بالبريق المؤقت، فهم الذين يصنعون التاريخ بأفعالهم لا بشعاراتهم، يقدمون دماءهم فداءً للعهد الذي لا يُخان، ويمضون بثبات في طريق محفوف بالتحديات، لكن مرصّع بالأمل والثبات.

نحن من رسمنا بالأمس خارطة التضحية، وسنرسم اليوم طريق المستقبل، لا ننتظر من أحدٍ أن يحدد لنا مصيرنا، ولا نأخذ الأوامر من خارج ترابنا، نحن من يقرر، ومن يبني، ومن يحمي… لأن الجنوب يستحق أن يُصان بعزة، لا أن يُدار بذل.

إنّ الغد لنا، وإن كانت المعارك طويلة، فالجنوب وُلد من رحم النضال، ولن يقبل إلا بالكرامة وطنًا، وبالحرية طريقًا، وبالسيادة قدرًا لا رجعة عنه.
نعم… المستقبل نرسمه بأيدينا، وسنرسمه كما يليق بتضحياتنا، لا كما يريده المتخاذلون.