عائدون من أسطول الصمود: تعرضنا لإذلال وأجبرنا على الركوع أمام علم إسرائيل

أبين ميديا/متابعات /القاهرة الإخبارية – أحمد أنور

 

كشف نشطاء شاركوا في أسطول الصمود، الذي احتجزته إسرائيل قبل أيام، واقتادت المشاركين فيه إلى أماكن احتجاز لترحيلهم إلى بلادهم، عن سوء معاملتهم من قبل القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى تأكيد بعضهم تعرضهم للإذلال أثناء احتجازهم.

 

وكانت جريتا ثونبرج، إحدى أبرز الشخصيات على متن أسطول الصمود، التي أُجبرت على الركوع على الخرسانة أمام العلم الإسرائيلي، وكانت محاطة باستمرار بأعلام إسرائيلية أخرى أثناء احتجازها، بحسب شبكة “سي إن إن”.

 

محاولة إذلال النشطاء

من جانبها، قالت لبنى توما، المستشارة القانونية في مركز عدالة القانوني الذي يمثل النشطاء، إن ثونبرج، إلى جانب معتقل آخر، “فُصلت عن الآخرين وأُجبرت على التقاط صور مع العلم الإسرائيلي كنوع من الإذلال”.

 

وأكدت أن الشرطة والجنود كانوا يلتقطون لها صورًا مع الأعلام في كثير من الأحيان، ما دفع وزارة الخارجية الإسرائيلية بعد ظهر يوم الاثنين لإعلان ترحيل ثونبرج إلى جانب 170 مشاركًا آخرين في الأسطول.

 

ووصلت ثونبرج في وقت لاحق إلى مطار أثينا الدولي، حيث أخبرت حشودًا من المؤيدين أنها تستطيع “التحدث لفترة طويلة جدًا عن سوء المعاملة والانتهاكات التي تعرضنا لها في سجننا، لكن هذه ليست القصة”.

 

 

الناشطة جريتا ثونبرج إلى جانب نشطاء آخرين

انتهاك القانون الدولي

وأضافت “ما حدث هنا هو أن إسرائيل، في حين تستمر في تفاقم وتصعيد الإبادة الجماعية والدمار الشامل، انتهكت مرة أخرى القانون الدولي من خلال منع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى غزة بينما يتضور الناس جوعًا”.

 

بدوره، وصف ناشط إيطالي كان ضمن أسطول المساعدات إلى غزة، اعتقلته إسرائيل تعرضه لمعاملة سيئة وإذلال أثناء احتجازه في إسرائيل، مع قلة فرص الحصول على المساعدة القانونية.

 

وأكد لورينزو داجوستينو، أحد المشاركين في أسطول الحرية الذين رحّلتهم إسرائيل، أنه عومل معاملة سيئة أثناء احتجازه.

 

إجبار على الركوع

ووصف داجوستينو في حديثه لشبكة “سي إن إن” إجباره على الجلوس أو الركوع على الخرسانة أمام العلم الإسرائيلي لساعات متواصلة، وتركه في درجات حرارة باردة مع القليل من الملابس، ومصادرة ممتلكاته والسخرية منها وتدميرها، وتقييد معصميه بإحكام.

 

وقال “لقد صدمنا من مستوى الإذلال والقسوة غير المبررة التي مارسها هؤلاء الأشخاص ضدنا، وكانت طريقة معاملتنا تُعرّضنا لسوء المعاملة والإذلال إلى أقصى حدّ ممكن”.

 

وأضاف أنه يعتقد أنه لكونه من إيطاليا، الحليف التقليدي لإسرائيل، فإن الحراس الإسرائيليين كانوا يعلمون أنهم لا يستطيعون إيذاءنا جسديًا وإلا سيواجهون رد فعل عنيف، مؤكدًا تعرض أشخاص قادمون من دول غير حليفة لإسرائيل لأذى جسدي، قائلاً: “كنتُ أتشارك زنزانتي مع ناشط آخر كُسرت ذراعه، وتُرك دون مسكنات لمدة يومين”.

 

وزعمت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، أن “الادعاءات المتعلقة بإساءة معاملة النشطاء هي أكاذيب صارخة، وأن جميع الحقوق القانونية للمعتقلين محفوظة بالكامل”.

 

 

نشطاء أسطول الصمود

كسر الحصار البحري

ويعد داجوستينو واحدًا من نحو 450 ناشطًا، من بينهم الناشطة المناخية جريتا ثونبرج، الذين اعتُقلوا الأسبوع الماضي على متن أسطول “الصمود العالمي”، وهو تحالف يضم أكثر من 40 سفينة مساعدات إنسانية تحمل الغذاء والماء والأدوية إلى غزة. نُقل المحتجزون بين الأربعاء والجمعة إلى إسرائيل، حيث لا يزال الكثير منهم في السجن.

 

كان الأسطول، الذي أبحر في أواخر أغسطس وسبتمبر الماضيين، آخر محاولة من جانب النشطاء لكسر الحصار البحري الإسرائيلي المستمر منذ سنوات على الأراضي الفلسطينية. وتزعم إسرائيل أن الحصار قانوني، ووصفت الأسطول بأنه استفزاز.

 

وقال داجوستينو أثناء احتجازه إن وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير قام بزيارة المشاركين في الأسطول، حيث وصفهم بـ”الإرهابيين” و”أنصار القتلة”، بحسب مقطع فيديو.

 

قال داجوستينو إن حرس الحدود “شعروا بأنهم مضطرون إلى أن يكونوا قاسيين بشكل خاص أمام وزيرهم”، مضيفًا أن يديه كانتا مقيدتين بإحكام شديد، عندما كان بن جفير يزورهم لدرجة أنه شعر وكأن الدورة الدموية إليهما كانت على وشك الانقطاع.

 

 

نشطاء أسطول الصمود

بن جفير ينتقد ترحيل النشطاء

وفي اليوم نفسه، انتقد بن جفير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ بسبب ترحيل نشطاء الأسطول، قائلاً في منشور على موقع “إكس”: “إن قرار رئيس الوزراء بالسماح لداعمي الإرهاب على متن الأسطول بالعودة إلى بلدانهم خاطئ بشكل أساسي، وأعتقد أنه يجب إبقاؤهم هنا في سجن إسرائيلي لعدة أشهر”.

 

قدّم ناشطون آخرون مُرحّلون رواياتٍ مماثلة عن اعتقالاتهم، فيما وصفه محامي مركز عدالة القانوني الذي يمثل الناشطين بـ”سلسلة من الانتهاكات”. وروى الناشط الهولندي ماركو تيش أنه لم يتمكن من التنفس في لحظة ما “لأنهم وضعوا شيئًا على وجهي وربطوا يدي بظهري”.

 

أظهر زميله المرحّل رافائيل بوريجو علامات الأصفاد على معصميه ووصف الظروف في السجن، وقال لرويترز: “في كل مرة اتصل فيها أي منا بضابط شرطة، كنا نخاطر بدخول سبعة أشخاص أو أكثر مسلحين بالكامل إلى زنزانتنا، كما حدث معي، مصوبين أسلحتهم نحو رؤوسنا، مع كلاب جاهزة لمهاجمتنا، وسحلهم على الأرض، وكان هذا يحدث يوميًا”.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى