حافظوا على شبابنا قبل فوات الأوان

بقلم: محمد مطهف
ما يعيشه شبابنا اليوم من بطالة وعدم وجود فرص العمل والتعليم أصبح كارثيًا. الفقر منتشر، وأصبح التفكير بالزواج وبناء بيت من المستحيلات. هذا يجعل الشباب عرضة لأي تيارات إرهابية قد يلتحقون بها.
لماذا نترك أبناءنا هكذا؟ لماذا نلومهم دون أن نتحمل مسؤوليتنا؟ نحن والمجتمع والحكومات تخلينا عنهم. هناك قصة أثرت بي وأحب أن أذكرها لكم.
خلال الحرب العالمية الثانية، احتلت ألمانيا فرنسا ودمرت كل شيء، باستثناء رسام استمر في رسم الواقع المؤلم للفرنسيين. كانت رسوماته تعبر عن الألم والمعاناة، حتى جن جنون القادة الألمان وأرادوا اعتقاله.
عندما اقتحموا منزله، وجدوه يرسم لوحة لطفل صغير يبكي بجانب أمه المقتولة. سأله الظابط الألماني عن من رسم هذه الصورة، فأجاب الرسام بأنه لم يرسمها، بل إنهم من رسموها بواقعهم الأليم.
أُعجب الظابط بجرأة الرسام وتركه دون اعتقال. هذه القصة تعبر عن واقعنا اليوم. شبابنا إن انحرفوا أو ضاعوا، فالسبب نحن، نحن من يجب أن نتحمل المسؤولية.
علينا أن نعمل على توفير فرص العمل والتعليم لشبابنا، أن نكون سندًا لهم، لا أن نكون سببًا في ضياعهم. حافظوا على شبابنا قبل فوات الأوان.








