منتخبنا الوطني.. المشاركة لتكملة عدد أم الذهاب لأجل نقطة؟!
أبين ميديا/ كتب – خالد شرفان
أُسدل الستار عن مجريات كأس العالم قبل أسبوعين والتي أقيمت بدوحة قطر شاهدنا المتعة والإثارة والتشويق الرائع و المهارة والقوة البدنية مرة، والإستبسال والقتال مرات من لاعبو هذه المنتخبات المشاركة، وشاهدنا نحن أيضًا كيف ذرفعت الجماهير الدموع عند كل فوز يحققه منتخبات بلدانهم، وبالمقابل شاهدنا كيف ذرفت هذه الجماهير دموعهم وبغزارة وحرقة عند كل خسارة يتلقاها منتخبهم الرياضي، حقيقة وكأننا كنا نشاهد قتالاً ونزالات بين أسود كاسرة ضارية في المستطيل الأخضر شعارها كان من يسحق الآخر ويفتك به أولًا.. لماذا كان كل ذاك!! لأنهم جعلوا الوطنية نصب جبينهم والقومية نبراسًا ومشعل يستحق منهم كل هذه السجالات والتضحيات.
وعطفًا على الحدث ستنطلق بعدة عدة أيام بطولة كأس الخليج العربي 25 والتي تستضيفها مدينة البصرة العراقية بمشاركة دول الخليج الست المعروفة مضافة إليها العراق واليمن، تأمل جماهير الأخيرة بأن يشاهدوا مستوى رياضي وكروي مشرف يمحي فكرة المشاركة لأجل نقطة أو العودة من غيرها كما عودتنا بعثة المنتخب الوطني دائمًا.
رغم الحالة الإقتصادية المزرية التي يعانيها المواطن إلا أن لسان حاله يقول لاباس أن يقاسمه أعضاء المنتخب الوطني وجهازهم الفني لقمة عيشه، وكأني به يقول حلالًا زلال لهم، كما ويحذوه أمل أن لا يتعرض للخذلان ويعود منتخبهم إلى أرض الوطن مثخن بجراح الهزائم القاسية، استمعت لإتصال هاتفي أجرته إحدى القنوات الفضائية اليمنية مع منسق المنتخب العزي العصامي من القاهرة يقول وبمجمل كلامه أنه يجب على الشارع الرياضي أن يأقلم نفسه ويتقبل لأي إخفاق قد يحصل لمنتخبنا والتقليل من مطالبته بأي نصر حتى ولو كانت النقطة التي نعرفها دائمًا! يارجل أنفقت الدولة عشرات الملايين ومعسكرات خارجية للمنتخب والتعاقد بالدولار مع مدرب أجنبي “تشيكي” ونفقات وسفريات وفي نهاية النهاية تطلب عدم الضغط عليكم، يعني مشاركتنا محسومة بالسالب سلفًا!، ليتبادر إلى ذهني لماذا مشاركاتات المنتخب الوطني تكملة عدد فقط!
بعد العودة لنتائج اللقاءات التي أجراها المدرب مع عدة أندية مصرية من الدرجة الثانية وربما فرق شعبية “حواري” لاحظت كمية الإخفاقات والنزالات تلك أو الفوز بأحداها فقط بهدف وحيد وبشق الأنفس فذلك لايبشر بخير بتاتًا، حقيقة لست متشائم ولكن المعطيات المتوفرة تقول علينا أن نأقلم أنفسنا على هزائم كما يقول “العزي” في فحوى كلامه، ومتتالية وبغزارة أهداف هذه المرة تضاف إلى قائمة نكسات الشعب وهزائمه أمام الغلاء والفقر والمجاعة والبؤس الذي يتجرعه ولا يكاد يصيغه على مدى ثمان سنوات ليلًا ونهارًا،
منتخباتنا دائمًا تمشي بالبركة والحماس وهو ما يعول اتحاد اللعبة ويراهن عليه ويحقق به مراده وإن قل حماس اللاعب وأخفق فاللوم يعود على المدرب، يستجلبوا المدربين لا للنهوض ورقي اللعبة بل للعتاب في حالة الهزيمة، في بلدنا يظل المدرب مدرب ولو أتوا به من البرازيل أو أوروبا، لن يصلح المدرب “ميروسلاف سكوب” مكامن الضعف المتأصلة برياضة المنتخب على امضاء عقدًا عابر مدته شهر أو شهرين.
إذا كان الموضوع محسوم وكله مجرد صرف مئات الدولارات فقط لماذا لايتم التعاقد مع المدرب المحلي فقد اثبت جدارته ولنا خير تجارب ناجحة معهم كمدربي منتخب الناشئين الكابتن قيس محمد صالح ومحمد حسن البعداني، فالمدرب المحلي قريب من اللاعب ومن همومه واحتياجاته، لماذا نرهق الحكومة والتي بدورها ترهق المواطن وتصرف دولارات من قوْته اليومي، يجب على شغوف ومحب للرياضة أن لايلوم ولا يعاتب أو يعاقب المنتخب وجهازه واتحاده في حالة الانتكاسة والهزيمة، أما في حال وحقق المنتخب نقطة على أكثر تقدير فالاتحاد وحده هو من صنع وحقق ذلك النصر المؤزر لاشريك له.
رسالة أخيرة للاتحاد أنه من دواعي سرور الجمهور الرياضي أن لا تقحموا المنتخب في مغامرة تعلموا بنتائجها وتبعاتها ومحسومة ومحسوبة سلفًا، علقوا مشاركة اليمن حتي الاستعداد الصحيح فكل الجهات الاصلية تخبرنا عن هزائم ثقال ستواجهنا، فالمنتخب العراقي لن يرحمنا فهو صاحب الأرض والجمهور والأرض المضيف، والمنتخب السعودي أيضًا كان قويًا بعد عروضه بالمونديال وفوزه على بطل كاس العالم “الأرجنتين”، والمنتخب العماني هو الآخر لن يدعنا نمر أو نتجاوزه، ونقول في الأخير ليت الذي كان ماكان.